أحيت أمس مختلف ولايات الوطن ذكرى المولد النبوي الشريف المصادف ل12 ربيع الأول من كل سنة، حيث تلجأ العائلات في كل منطقة إلى الاحتفال بهذه المناسبة الدينية على طريقتها الخاصة لاسيما فيما يخص الأكلات الشعبية وطقوس ختان الأطفال، وأكثر من ذلك أخذ العبرة من السيرة النبوية الشريفة وعمت احتفالات دينية واسعة سائر ولايات الجنوب احتفاء بمولد خير البرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانت المناسبة لاستلهام معنى رسالة الإسلام التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين. وهكذا فقد شهدت المساجد والزوايا المنتشرة بالجنوب طيلة الليلة الماضية أجواء احتفالية متميزة فرحا بمولد الرسول الأعظم طبعتها فرحة ترديد المدائح الدينية والأذكار والاستمتاع بنفحات من السيرة النبوية العطرة واستحضار جوانب من أعمال وأخلاق الرسول الأعظم للاقتداء بها. وقد شهدت المدرسة القرآنية للشيخ سالم بن براهيم بوسط مدينة أدرار جانبا من الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف. وتم خلال اللقاء الذي نظمته مديرية الشؤون الدينية بحضور السلطات الولائية وأسرة السلك الديني إلقاء قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ومداخلة تحت عنوان "من وحي الذكرى" لعضو المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ سالم بن براهيم أعقبتها تلاوة جماعية لقصيدة في مدح المصطفى ليتم توزيع بعض الجوائز التشجيعية على الطلبة الفائزين في المسابقة الدينية التي نظمتها المدرسة في حفظ القرآن وتفسيره والسيرة النبوية. وفي بشار شارك آلاف من المواطنين الذين قدموا من الساورة ومختلف مناطق الوطن في احتفالية "الفزعة" التقليدية ببني عباس ونشط هذه الاحتفالية طوال الليل حوالي 30 فرقة من فرق البارود للاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف. كما تمثل هذه المناسبة فرصة لتحضير أطباق من الكسكسي المزين باللحم والخضر خلال هذه الأمسية تعبيرا عن الترحيب والمشاركة. وتتميز الاحتفالات بمدينة كرزاز التي أسسها الشيخ سيدي محمد بن موسى بإقامة بعد صلاة العصر مباشرة تجمع كبير للمصلين وأتباع الزاوية الكرزازية أمام دار البيضاء مقر هذه الزوايا قبل التوجه إلى الزاوية الكبيرة التي تبعد 5 كلم مرددين مدائح وأناشيد دينية كما جرت عليه العادة. ونفس الأجواء الدينية لازالت العائلات بعمق قرى وأرياف ولاية باتنة النائية تحتفظ بعادات وتقاليد راسخة في القدم احتفاء بمولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم. فإلى جانب الإكثار من الذكر والتسبيح والصلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين تحرص ربات البيوت في هذه الليلة المباركة على وضع شمعة في كل ركن من أركان المنزل وكذا مجموعة أخرى بعدد أفراد الأسرة في آنية تتوسط البيت يتم إشعالها مع غروب الشمس وتترك موقدة طيلة الليل حتى تنطفئ .