كشف أستاذ التاريخ محمد لحسن زغيدي ، امس، أن قوات جيش الاستعمار الفرنسي واجهت "90 بالمائة من معارك الثورة التحريرية" بقنابل النابالم المحظورة التي "لا تزال أثارها" بادية إلى اليوم على الإنسان والطبيعية. وقال زغيدي خلال ندوة بمنتدى جريدة المجاهد حول موضوع (استعمال الاستعمار الفرنسي للأسلحة المحرمة : النابالم نموذجا) ، أن قوات الاستعمار الفرنسي "واجهت 90 بالمائة من معارك الثورة التحريرية التي كان يقودها جيش التحرير الوطني من سنة 1955 إلى غاية 1962 باستعمال قنابل النابالم المحظورة "، مذكرا أن هذا السلاح استعمل لأول مرة سنة 1955 بمنطقة الاوراس ثم "تم تعميمه عبر معظم مناطق الوطن وذلك في إطار محاولات الاستعمار اليائسة للقضاء على الثورة و إضعاف جناحها العسكري المتمثل في جيش التحرير الوطني". وأوضح في نفس الإطار أن الاستعمار الفرنسي استعمل "هذا السلاح المحظور أيضا في حق المدنيين الجزائريين بالقرى والأرياف ادراكا منه أن الريف كان أحد القواعد الخلفية الرئيسة للثورة التحريرية"، مؤكدا أن "الأثار السلبية والوحشية لجرائم هذه الأسلحة المحظورة لا تزال بادية إلى اليوم على الانسان (المجاهدين) ممثلة في تشوهات وحروق من الدرجة الثالثة والرابعة على أجساد ضحايا هذه الأسلحة" خاصة --كما قال --ان "درجة حرارة قنبلة النابالم تبلغ 4 ألاف درجة " بالإضافة إلى "موت مساحات معتبرة من الأراضي الفلاحية خاصة بالأوراس والجنوب وجبال جرجرة باعتبارها أكثر المناطق التي كانت عرضة لهذه الأسلحة الاستدمارية" خلال سنوات الثورة التحريرية. كما تم خلال هذه الندوة تقديم شهادات حية من قبل مجاهدين ضحايا قنابل النابالم الاستعمارية .