قررت القيادة العسكرية الباكستانية تكثيف انتشار الجيش على الحدود مع افغانستان. وأعلن الجنرال أطهر عباس الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية للصحفيين امس أن الحكومة امرت بإرسال المزيد من وحدات الجيش وقوات حرس الحدود لمراقبة الحدود الأفغانية، بغية التصدي للهجمات التي تشنها الميليشيات الباكستانية المتمركزة في الاراضي الافغانية على أهداف شمال غرب باكستان. وذكر الجنرال عباس ان تلك الهجمات اودت بحياة زهاء مئة جندي باكستاني في الآونة الاخيرة، كما وجه انتقادات حادة لقيادة حلف الناتو لعدم اتخاذها اي خطوات فعالة من أجل التصدي لهذه الهجمات. وأوضح قائلا ان "القيادة العسكرية الباكستانية كانت قد لفتت اهتمام حلف الناتو غير مرة الى ان المتطرفين الباكستانيين يمارسون نشاطهم في تلك المنطقة بحرية وعلنية، لكن قيادة قوات الناتو لم تقدم على أي خطوات فعالة" لمنع هذا النشاط. هذا ولا يستثني المراقبون الدوليون ان يكون تكثيف انتشار الجيش الباكستاني على الحدود مع افغانستان اجراءا جوابيا اتخذته اسلام اباد ردا على الخطوات التى قامت بها قيادة الحلف مؤخرا، حيث ارسلت المزيد من القوات المرابطة في افغانستان الى الحدود الباكستانية، كما اغلقت القطاع من الحدود المتاخم لمنطقة شمال وزيرستان القبلية. وفي السياق ذاته صرح اشفق برويز كياني رئيس اركان القوات المسلحة البرية الباكستانية ان القضية التي يواجهها الامريكيون هي افغانستان وليس شمال وزيرستان. وأعرب المسؤول الباكستاني عن اعتقاده ان على الولاياتالمتحدة التركيز على اعادة استقرار الاوضاع في افغانستان بدلا من اجبار اسلام اباد على شن عمليات مكافحة الارهاب في هذه المنطقة. وشدد كياني على ان اسلام اباد نفسها ستتخذ قرارا بشأن ضرورة تحديد موعد اجراء العمليات العسكرية ضد المسلحين الناشطين في المنطقة، مضيفا ان على الولاياتالمتحدة "التفكير مرات ومرات قبل اتخاذ اي خطوات احادية الجانب" في شمال وزيرستان.