نفت السفارة الأمريكية في إسلام آباد، لتقارير التي تحدثت عن تورط الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي في تسهيل هجوم مسلحين أفغان على قوات باكستانية في المنطقة الحدودية الأسبوع الماضي. فيما توجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى باكستان لإعادة العلاقات مع نظرائه بعد الأزمة السياسية بين الدولتين عقب مقتل بن لادن . ووفقا لمصادر إعلامية أمريكية، وصفت السفارة هذه التقارير في بيان بأنها ادعاءات غير صحيحة فيما أفادت بعض وسائل الاعلام ان القوات الأمريكية وقوات (الناتو) قامت بمساعدة المتمردين في تنفيذ هجوم على القوات الباكستانية في منطقة (شالتالو) الحدودية مطلع الشهر الجاري ما اسفر عن مقتل أكثر من 40 متشددا و10 جنود باكستانيين.
ونقلت المصادر الإعلامية ذاتها عن مسؤولين محليين، فقد عبر أكثر من ألف من المقاتلين الحدود الباكستانية قادمين من أفغانستان ونفذوا هجمات على نقاط تفتيش تابعة للقوات شبه العسكرية الباكستانية.
وقالت السفارة الأمريكية في بيانها ان "الولاياتالمتحدة وحلف شمالي الأطلسي والقوات الأفغانية تشن حملة لمكافحة التمرد في المنطقة الحدودية لأفغانستان لما يقارب 10 سنوات" مشيرة إلى ان واشنطن تتعاون مع باكستان ضد المتطرفين الذين يمارسون عنفا يهدد كلا الطرفين.
وأكدت السفارة ان "هذه الادعاءات التي لا أساس لها وهذه التقارير غير المسؤولة تضر بالتضحيات الكبيرة التي قدمها المدنيون والعسكريون الذين سقطوا في الكفاح المشترك ضد التطرف العنيف". على حد قولها . من جهة أخرى، أعلن مسؤول أمريكي أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ليون بانيتا توجه أمس الأول إلى باكستان لإعادة العلاقات مع نظرائه بعد الأزمة بين واشنطن وإسلام آباد جراء الغارة الأمريكية التي أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن. وهذه أول زيارة لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى باكستان بعد مقتل زعيم القاعدة في الثاني من ماي، في مدينة أبوت آباد التي تبعد مئة كلم عن شمال العاصمة وتضم مراكز عسكرية. وأوضح المسؤول الأمريكي الذي رفض الكشف عن هويته أن بانيتا التقى رئيس اجهزة الاستخبارات الباكستانية الجنرال احمد شجاع باشا، وقائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق برويز كياني. ويعتبر ليون بانيتا الذي سيخلف في الأسابيع المقبلة روبرت غيتس في منصب وزير الدفاع، ان التعاون في مكافحة الإرهاب "اساسي" على رغم انعدام الثقة بين الحليفين. وأضاف خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ ان التعاون الذي وصفه ب "المعقد والمخيب للآمال" مع باكستان "أساسي باعتبار الدولتان تخوضان حربا مع العدوالرئيسي في مناطق القبائل، ملمحا بذلك إلى شمال غرب باكستان، معقل تنظيم القاعدة. وتتهم واشنطن عناصر في الجيش واجهزة الاستخبارات الباكستانية بدعم بعض المجموعات الإرهابية والمتمردين ال أفغان، فيما تواجه الحكومة الباكستانية، الضعيفة والتي لا تحظى بدعم شعبي، انتقادات يعبر عنها رأي عام ويعلن القسم الأكبر منه عداءه للأمريكيين.