بعد إعلان مصطفى عبد الجليل عن نوعية النظام المستقبلي لليبيا، وبعد نتائج الإنتخابات في مصر ، وبالنظر إلى التحولات الجارية في مصر وتأثير " الجماعة " على دواليب السياسة في بلاد النيل، بدأت تتكشف الصورة الحقيقية لما ينتظر البلدان العربية التي ستتحول من ملكية نظام الأمراء والممالك والرؤساء وعائلاتهم إلى مجرد جمهوريات وبلدان "للجماعة" وللشلة التي تدور في فلكها، لذا ستصير تونس بعد الانتخابات في يد جماعة الغنوشي، وكل من خرج عن طوعها فهو خارج من رحم الإخوان، ولمن لا يعرف هذه الفئة عليه أن يرجع للتاريخ وظروف تأسيسها وكيف خلقت فتنة حقيقية في البلاد العربية منذ نشأتها ، ومن أجل الحكم يمكنها فعل أي شيء حتى ولو الخروج عن المعتقد، ومن رحم هذه الجماعة خرجت جماعة الهجرة والتفكير، و غيرها من الجماعات التي تعتمد على العمل المسلح، كما أن الجماعة معروفة في حصر المناصب والمكاسب والمغانم بين أتباعها فقط، لذا لا تنتظروا مثلا أن تروا وزيرا علمانيا أو مسؤولا سلفيا، أو حتى رجل مسلم لا ينتمي إلى هذا ولا ذاك ، فالجماعة تعتمد على سياسة التغلغل البسيط حين تتمسك باي منصب ولو كان منصب غفير في قرية نائية، والتجرية الجزائرية علمتنا أن " الجماعة " لما صار بعض أعضائها وزراء زرعت وبوثيقة ممضية من زعيم الجماعة هنا عناصرها في كل وزارة وأوصى زعيمها بمنع أي خارج عن الجماعة من الوصول إلى أي منصب ولو كان بوابا او سائقا او حتى نادلا، لذا الغد لن يكون أسود كما كان الماضي اسود في عصر الحكومات العربية والحكام الفاشلين، بل سيكون بكل ألوان العذاب .