رغم خروج الخضر في الدور الأول من المونديال الحالي الذي تتواصل فعاليته بجنوب إفريقيا إلى غاية 11 من الشهر الحالي، إلا أن المنتخب الوطني الجزائري ترك العديد من البصمات الإيجابية في بلد نيلسون مانديلا ،ولعل إحدى أبرز العلامات الفارقة والإيجابية التي خلفتها المشاركة الجزائرية هي تألق الحارس رايس وهاب مبولحي في أول مشاركة مونديالية له في مشواره الرياضي بل وفي أولى مبارياته رفقة التشكيلة الوطنية . خطف الأضواء في أول ظهور رسمي له مع الانجليز : مبولحى استغل كما ينبغي الفرصة التي منحها له الناخب الوطني لإبراز مؤهلاته الفنية والبدنية حيث عوض الحارس الأساسي "فوزي شاوشي" بامتياز في المواجهتين الأخيرتين للدور الأول للمونديال أمام الانجليز والأمريكان ،وهذا بشهادة الجماهير الجزائرية والعربية التي اكتشفت حارسا عملاقا دافع بشراسة عن العرين الجزائري ووقف في وجه كبار نجوم العالم ومن حق الجزائر أن تفخر بمشاركتها المونديالية وببزوغ هذا النجم الذي يستفيد منه الخضر في الاستحقاقات القادمة . بداياته مع الساحرة كانت مع راسينغ باريس : ولد اكتشاف المونديال الافريقى "رايس وهاب مبولحي "في 25 أفريل من سنة 1986 بمدينة باريس الفرنسية من أم جزائرية سطايفية ووالد كونغولي، وبدأ مشواره الكروي رفقة نادي راسينج كلوب باريس ،قبل أن ينتقل ليتلقى تكوينه في مركز التكوين الرائد في أولمبيك مارسيليا واستمر فيه حتى 2006 وخاض العديد من المباريات رفقة منتخبات الفئات السنية مع فرنسا لكن دون أن ينجح في فرض مكانه في نادي الفوصيان لينتقل لنادي هارت ميدلوتيان الاسكتلندي لكنه قضى فترة ستة أشهر هناك أيضا دون أن يتمكن من اللعب كأساسي لينتقل للعب في اليونان مع نادي بيرايوس ثم بانتلوكوس وبعد التجربة اليونانية التي لم تكن ناجحة جدا شد الحارس الجزائري الرحال صوب البطولة اليابانية ووقع للافس ريوكيو سنة 2008 أين شارك ولعب حوالي 22 مباراة. التحاقه بالبطولة البلغارية نقطة تحول حاسمة في مشواره : بعد سنة ناجحة قضاها في اليابان عاد الحارس مبولحى مجددا للدوري الأوروبي وبالضبط للبطولة البلغارية ليوقع لسلافيا صوفيا في الموسم الماضي حيث حقق موسما استثنائيا مما جعله يختار كأفضل حارس في الدوري البلغاري في نفس السنة مما خول له أن يجري تجارب مع نادي مانشستر يونايتد الانجليزي والذي يشرف على عارضته الفنية اليكس فيرغسون في شهر ماي الماضي . سعدان تحدى الانتقادات من أجله والأيام أثبتت على صوابه : شكل استدعاء الحارس " رايس مبولحي" من طرف رابح سعدان إلى المعسكر الجزائري قبيل المونديال انتقادات كبيرة من طرف الجماهير الجزائرية والتي حاولت الانقاص من جزائريتة بل وسرت بعض الإشاعات واللغط حول تدينه باليهودية مما زاد حدة الانتقادات لكن الشيخ سعدان تمسك بخياره وأثبتت الأيام أنه كان على صواب وكسبت كرة القدم الجزائرية حارسا عملاقا أشادت به كبريات الصحف العالمية والصحف الجزائرية خصوصا حيث أجمعت جميع وسائل الإعلام العالمية وبدون استثناء على أن مبولحي شكل إضافة كبيرة للفريق الوطني الجزائري. مهدي سرباح :" مبولحى سيكون حارس المستقبل لعرين الخضر " المستوى الكبير الذي أظهره مبولحى في المواجهتين الرسميتين التي لعبها مع الخضر جعله ينال التقدير والثناء من اكبر الحراس الذين دافعو عن عرين الخضر في أوج عطاء الكرة الجزائرية ويتعلق الأمر بالحارس مهدي سرباح والذي أشاد كثيرا بالمؤهلات التي يتمتع بها مبولحى واصفا إياه بأنه الحارس المستقبلي لعرين الخضر وعنه قال :" بصراحة أنا معجب بالعطاءات التي قدمها مبولحي سواء ضد انجلترا أو أمام أمريكا لقد كان لا يقهر تقريبا إنه حارس يلعب ببساطة ولا يتفلسف كثيرا إنه يدافع جيدا عن مرماه ولا يخاطر كثيرا ، وأضاف : لديه مقومات الحارس الكبير واعتقد أنه حارس المستقبل بالنسبة لمنتخبنا علينا متابعته والاهتمام به و أتمنى له كل التوفيق . دريد :" مبولحى برهن على أحقيته في حراسة العرين الجزائري "' كلام مهدي سرباح دعمه كذلك الحارس الدولي السابق للخضر نصر الدين دريد والذي نوه هو الآخر بالإمكانيات التي يتمتع بها مبولحى وعنه قال :" لقد كان أداء مبولحي لافتا وأنا أعطيه علامة 100 على 100 لقد أدى أداء رفيعا وعالميا وأكد أن الحارس الأكثر أهلية لحراسة مرمى الفريق الوطني من بين الحراس الآخرين يجب الاعتراف بما قدمه ومنحه الثقة في المستقبل." كسب ود الجزائريين بتدخلاته الكاميكازية : بهذه الطريقة تحول مبولحي من نكرة مجهول يشكك الجميع في مؤهلاته في بلد المليون ونصف شهيد إلى أشبه ببطل قومي يحييه كل الجزائريين على شجاعته التي لم تكن كافية لتحمل الجزائر إلى مجد تاريخي لكنه انتزع احترام الجميع بتدخلاته الكاميكازية في مبارتي انجلترا وأمريكا . أسال لعاب أكبر الأندية الانجليزية : المستوى الكبير الذي أبان عليه الحارس مبولحى في مونديال جنوب إفريقيا جعله محل أطماع العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة والتي أبدت نيتها في الاستفادة من خدماته بداية من الموسم المقبل ،على غرار نيوكاسل الانجليزي العائد إلى أحضان البرمير ليغ والذي يبدوا عازما بجدية على التعاقد معه إضافة إلى مانشسر يونايتد والذي لا يزال مهتما بخدماته . الفيفا" اختارته كأفضل حارس في المونديال الحالي : حصل الحارس الجزائري "وهاب رايس مبولحي" على لقب أفضل حارس مرمي خلال الدور الأول من نهائيات كأس العالم 2010 المقامة حاليا في جنوب إفريقيا ، وذلك في التقييم الشامل للاتحادية الدولية لكرة القدم ،حيث تصدر ترتيبَ حراس المرمى برصيد 9.5 نقاط، كما أنه جاء في المركز التاسع في الترتيب العام لكامل المشاركين في نهائيات كأس العالم. أنسى الجزائريين مرارة الخروج المبكر من المونديال : الإمكانيات التي أظهرها الفتى الباريسي فى الطبعة التاسعة عشرة لنهائيات كاس العالم ، أنست الجزائريين قليلا خيبة الخروج ليكون الفائز والمنتصر الأكبر ولعل عشاق الخضر سيتذكرون طويلا أن المونديال الإفريقي الأول قدم لهم حارسا بمقومات عالمية لطالما حلموا به ولعله واحد من حسنات رابح سعدان الذي كثيرا ما انتقد بسبب اختيار وهاب والتخلي عن زماموش لكن القدر أعاد للرجل الحق باكتشافه حارسا للمستقبل نجح في الانصهار بسهولة في المجموعة وكأنه يلعب منذ سنين رفقة الخضر وليس فقط لأسابيع .