اضطرت السلطات المغربية بتاريخ 13 ديسمبر 2011 إلى الإفراج المؤقت عن المعتقل السياسي الصحراوي محمد الأيوبي المزداد سنة 1955 بالعيون المحتلة بعد أن قضى حوالي 13 شهرا رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي 02 بسلا بالمغرب على خلفية مشاركته رفقة آلاف المدنيين الصحراويين النازحين بمخيم اكديم إزيك قبل أن يتعرض لهجوم عسكري شاركت فيه مختلف الأجهزة الاستخباراتية العسكرية والمدنية المغربية. وجاء هذا الإفراج عنه وعن المعتقل الصحراوي أحمد الداودي مرتبطا بوضعهما الصحي المتدهور بسبب التعذيب وسوء العاملة والإصابة بالرصاص الحي المؤدي لعاهات مستدامة بالنسبة للمعتقل الأخير وبسبب أيضا الإهمال الطبي، الذي طالهما طيلة فترة احتجازهما. وفي شهادة أدلى بها لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان فان المعتقل السياسي محمد الأيوبي، الذي يعاني من مرض السكري ومن اضطرابات نفسية، تعرض منذ الساعات الأولى من تاريخ 08 نوفمبر 2010 للاختطاف والاغتصاب وسوء المعاملة من طرف عناصر من الجيش المغربي مباشرة بعد الهجوم العسكري على مخيم اكديم إزيك، حيث اضطر رفقة مدنيين صحراويين من بينهم نساء وأطفال ومسنين وذوي الاحتياجات الخاصة إلى اللجوء إلى منزل قريب من المخيم بعد أن حرقت الخيام، ليفاجئ الجميع باستعمال السلطات المغربية للقنابل المسيلة للدموع بهدف إرغامهم على الخروج من المنزل المذكور الذي تمت محاصرته قبل أن تلجئ مختلف قوات القمع المغربية إلى تكبيل أيادي فئة الذكور وتعصيب أعينهم مع إساءة معاملتهم وضربهم وسلب وسرقة كل حاجياتهم من نقود وهواتف نقالة ووثائق شخصية، في وقت قامت بالتنكيل بالنساء ومجموعة من الأطفال وضربهم ضربا مبرحا مع إرغامهم على مغادرة المكان وسط جو من الرعب والترهيب والتعذيب الجسدي والنفسي. وظل محمد الأيوبي وأكثر من 120 محتجزا صحراويا يخضعون للانتقام والممارسات المشينة والحاطة من الكرامة الإنسانية إلى حدود منتصف النهار قبل نقلهم إلى جهة مجهولة أين تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة والاستنطاق المستمر، حيث أكد محمد الأيوبي أنه فوجئ بتمزيق ملابسه بسكين حادة ليظل طيلة فترة احتجازه مجردا من ملابسه العليا ويتعرض لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، من قبيل سكب الماء المتسخ على جسده وإرغامه على شرب البول وضربه وصعقه بأسلاك الكهرباء بهدف إرغامه على توقيع محضر الضابطة القضائية الذي تبين فيما بعد أنه أنجز بمقر الدرك المغربي بالعيون المحتلة، حيث تم ترحيله رفقة كل من النعمة الأسفاري و محمد بوريال ومحمد باني والشيخ بنكا والتاقي المشضوفي للمثول أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف، الذي أقر بعدم الاختصاص وأحالهم جميعا على المحكمة العسكرية بالرباط. وقبل ذلك، صرح محمد الأيوبي أن جميع أسنانه تعرضت للتكسير بسبب التعذيب ونقل في وقت متأخر من الليل في اليوم الأول من اختطافه رفقة المعتقلين الصحراويين محمد باني وآخر لم يتذكر اسمه إلى المستشفى العسكري الثالث بالعيون المحتلة بعد تدهور وضعه الصحي وسقوطه مغمى عليه، ليفاجئ بتعرضه للاعتداء الجسدي واللفظي مع ممارسات عنصرية صادرة من أطباء وممرضين، كان من المفروض أن يتعاملوا معهم بإنسانية وبما يمليهم عليهم ضميرهم المهني. وأفاد محمد الأيوبي أنه ونتيجة التعذيب والاغتصاب وسوء المعاملة التي طالته خلال مرحلة الاختطاف لمدة 06 أيام، بات يعاني من آلام حادة على الرأس والأذن اليسرى واليد اليمنى والبطن والكلي والظهر ومن ارتفاع الضغط ونسبة السكر بعد أن حرم من تناوله حقنات لانسلين لثلاثة مرات في اليوم. ونقل رفقة زملائه عبر طائرة عسكرية وهو معصوب العينين مكبل اليدين في جو من الترهيب بشكل جعله يظن أنه سيرمى من الطائرة قبل أن يفاجئ بتواجده ليلا داخل السجن المحلي 02 بسلا، حيث ظل حسب إفادته يخضع للتعذيب الجسدي والنفسي وسوء المعاملة لمدة أسبوع على الأقل من الساعة 11 ليلا إلى 03 صباحا مر خلالها من شتى أنواع التعذيب (تكبيل اليدين والرجلين تعصين العينين الضرب المبرح بالعصا الصعق بالكهرباء التعليق في الهواء)، بالرغم من وضعه الصحي المتأزم والخطير بسبب التعذيب وحرمانه من تناول حقن لانسلين لمدة تجاوزت 30 يوما. وقد أدى هذا الوضع الخطير إلى مضاعفات صعبة انعكست على الوضع الصحي والنفسي للمعتقل الصحراوي محمد الأيوبي، الذي اضطرت إدارة السجن إلى الاستجابة لحقه في تناول حقنة لانسلين مرتين في اليوم دون الاهتمام بحمية غذائية تتماشى ووضعه الصحي بصفته مصاب بمرض السكري، مؤكدا أن زميله محمد الأيوبي هو من كان يهتم بنقله وتنظيفه وتنظيف ملابسه مع توفير الغذاء له قبل أن يسوء وضعه الصحي ويصبح جسمه متورما ومصابا بجروح غائرة في رجليه وفاقدا للحركة نهائيا، وهو ما جعل المندوبية العامة لإدارة السجون بعد حوالي 05 أشهر من اعتقاله إلى أن تنقله إلى مستشفى السويسي بالرباط، حيث قضى شهرين على الأقل يتعرض لسوء التغذية ومحروما من زيارة عائلته ومن بعض المواد الأساسية المتعلقة بالنظافة والتغذية. وبعد رجوعه إلى السجن المحلي 02 بسلا، صرح أنه تم إلحاقه بالزنزانة التي يتواجد بها المعتقلين السياسيين الصحراويين عبد الرحمان زيو والديش الضافي، اللذان تحملا المسؤولية في السهر على نظافته وتوفير الغذاء وبعض حاجياته. وبالرغم كذلك من معاناته الصحية وسقوطه أكثر من مرة مغمى عليه، فإن إدارة السجن كثيرا ما تتعمد حسب إفادته إلى حرمانه من الدواء ومن حقنة الانسلين لمدة قد تتجاوز 48 ساعة في بعض الأحيان، حيث يضطر ورفاقه إلى مطالبة إدارة السجن بتوفير الدواء والمراقبة الصحية، اعتبارا إلى كونه مصاب بأمراض مزمنة. وأكد محمد الأيوبي عن سوء المعاملة الصادرة من بعض الموظفين التابعين لإدارة السجن اتجاه المعتقلين السياسيين الصحراويين، خصوصا رئيس المعتقل المدعو يونس البوعزيزي، الذي كان قاسيا ويقوم بالاعتداء عليهم وإساءة معاملتهم بهدف الضغط عليهم وترهيبهم بشكل جعلهم يدخلون في إضرابات إنذارية ومفتوحة عن الطعام أدت إحداها إلى الإفراج المؤقت عنه وعن أحمد الداودي لأسباب صحية بتاريخ 13 ديسمبر 2011 بعد أن فتحت الدولة المغربية بإشراف من المجلس المغربي لحقوق الإنسان والمندوبية العامة لإدارة السجون حوارا مع المعتقلين السياسيين الصحراويين وعائلاتهم. ومنذ الإفراج المؤقت عن محمد الأيوبي الذي تم استدعاءه لحضور جلسة محاكمة المجموعة المعتقلة على خلفية "اكديم إزيك بتاريخ 13 يناير 2012 المؤجلة، وهو يعاني من آلام حادة في الجهة اليسرى من رأسه وأخرى في أذنه اليسرى والصدر والجهاز الهضمي والكلي والرجلين واليد اليمنى مع ما يعانيه من مضاعفات مرض السكري والضغط الدموي. وأمام عدم التزام الدولة المغربية بتحمل المسؤولية في علاجه ورفض إدارة السجن المحلي 02 بسلا ومستشفى السويسي تسليمه ملفه المطلبي بعد خضوعه لعملية فاشلة على مستوى يده اليمنى بالمستشفى المذكور، قام وعائلته بتوجيه مجموعة من الرسائل إلى منظمات حكومية وغير حكومية وإلى السفارة الأمريكية والسفير مندوب الاتحاد الأوربي بالمملكة المغربية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان المغربي. وناشد المعتقل السياسي الصحراوي محمد الأيوبي البالغ من العمر 57 سنة كافة المنظمات والجمعيات الحقوقية والإنسانية الدولية ومن أصدقاء الشعب الصحراوي مؤازرته وضمان حقه في العلاج والدواء بعد أن رفضت الدولة المغربية علاجه وتسليم تقرير طبي يؤكد خضوعه لعملية جراحية فاشلة على مستوى يده اليمنى ويشخص مختلف الأمراض المزمنة التي كان يعاني منها قبل وبعد اختطافه واغتصابه وإساءة معاملته داخل مخيم اكديم إزيك وبمقر الدرك المغربي وداخل السجن المحلي 02 بسلا بالمغرب.