امرأة مثال للتحدي و رمز للتفوق و النجاح ..امرأة لم تقف رمال الصحراء في كبح طموحها ..الزوجة الصالحة و الأم الحنون و العاملة الناجحة إنها السيدة "جلابي صليحة" صيدلانية منذ 1990 إلى يومنا هذا امرأة متخلقة ما إن ذكرت اسمها في حي "طماريس" المحمدية بالعاصمة إلا و ابتهج وجه من تسأل لأنه زارها يوما في مقر عملها و خرج منه مبتسم رغم آلامه إن كان مريض أو متحسر إن كان يقتني الدواء لسقيم . كانت للمسار العربي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة زيارة إلى السيدة جلابي صليحة في صيدليتها التي تقع وسط حي طماريس المحمدية بالعاصمة الجزائر و خصتنا بحوار شيق. اولا من هي السيدة جلابي صليحة ؟ ردت بخجل و تواضع " انا السيدة جلابي صليحة صيدلانية متخرجة من جامعة الجزائر صيدلة سنة 1989 متزوجة وأم لثلاثة ابناء طفلة وولدين". كيف بدأت السيدة جلابي حياتها المهنية ؟ طبعا مثل أي طالب جامعي أنهيت دراستي الجامعية و عينت بمستشفى الثنية كان آن ذاك مستشفى جامعي عملت به سنة كان ذلك في عام 1990 و بعد انتقلت إلى مدينة تقرت ولاية ورقلة و هناك كانت أول تجربة لي مع العمل الحر رفقة زوجي الذي كان له الفضل الكبير و سندي المعنوي و المادي لخوض الحياة العملية قضيت 14 سنة في مدينة تقرت ثم رجعت الى العاصمة الى يومنا هذا . ماذا تقول السيدة جلابي عن بدايتها بمستشفى الثنية ؟ كانت تجربة فريدة من نوعها و تحدي كبير بالنسبة لي كامرأة من جهة و صيدلانية من جهة أخرى نضرا لقلة الإمكانيات و صعوبة العمل و إحساسي بالمسؤولية و كأي إنسان في بداياته كان تحدي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. اين كانت الصعوبة هل لكونك امرأة أو غير ذلك؟ لا ليس من هذا القبيل لكن الصعوبة كانت في ظروف العمل في ذاك الوقت لم يكن المستشفى مجهز بتجهيزات حديثة مما يستوجب جهد مضاعف و بحث متواصل لكني كنت أحس بسعادة كبير تغمرني و أنا أؤدي عملي بكل مسؤولية . كيف كان تنقل السيدة جلابي الى مدينة تقرت؟ في الحقيقة ثقتي بزوجي أولا و حبي للمغامرة ثانيا كانت اسعد أيام حياتي من كل الجهات العملية منها و الأسرية خاصة من الجهة العملية لأنني مارست الصيدلة خارج المستشفى في صيدليتي الخاصة مع المجتمع التقرتي الذي أكن له احترام و حب كبير لأنه أعطاني الفرصة و ساعدني و أحبني كصيدلانية و جارة و امرأة. كما مارست نشاط جمعوي مع جمعية مرضى الكلى تقرت أعطاني دافع لدرجة أنني أنسى صيدليتي الخاصة كان جو إنساني رائع بالمناسبة أتقدم من على منبركم بأخلص عبارات الاحترام لكل من عملت معهم و تواصلت معهم في هذه المرحلة من حياتي . كما اذكر أننا قمنا كصيادلة آنذاك بالتكفل بالمرضى من ناحية الدواء و النقل و الإقامة زادت من احترام السكان لنا الى درجة لا أستطيع وصفها. كيف ترى السيدة جلابي مهنة الصيدلة بالنسبة للمرأة؟ لا أجد فرق بين الرجل و المرأة في الصيدلة لأنهم يتقاسمون نفس الهدف و يمارسون نفس الجهد لكني أرى الفرق بينهما في التوفيق بين الحياة الأسرية و العمل. بالنسبة للمرأة تحدي اكبر من الرجل لان المرأة لها التزامات اتجاه أسرتها و بالأخص الأبناء و بالنسبة لي أنا شخصيا وقت العمل لا يجب أن يكون على حساب الأبناء و الحمد لله أني ابذل كل ما في وسعي للتوفيق بينهما خاصة ظروف العمل الحر بالعاصمة و متطلبات الحياة تستوجب جهد مضاعف عشرات المرات بالنسبة للمرأة العاملة. علاقة السيدة جلابي بأسرتها؟ علاقة ممتازة الحمد لله ابنتي تدرس بالجامعة تخصص طب و جراحة الأسنان و ابن متفوق في السنة الرابعة متوسط و الابن المدلل سنة أولى متوسط و أتقاسم أنا و زوجي مسؤوليتهم دون عناء رغم صعوبتها . ما هي المشاكل التي تراها السيدة جلابي بالنسبة للمرأة العاملة بعد 22 سنة من العمل؟ نعم هناك مشاكل كثيرة اخص منها دائما المرأة المتزوجة يجب ان تضع برنامج مدروس لكي تستطيع التغلب على هذه المشاكل لان الرسالة الأسمى بالنسبة لي تربية الأطفال و إسعاد الزوج بطبيعة الحال و هذا ليس بالأمر السهل يصل إلى درجة التضحية بالكثير من الأشياء بالنسبة للمرأة العاملة من اجل تحقيق هذه الغاية . وعلى صعيد العمل في عالم الصيدلة في الجزائر؟ نعم هناك نقائص الأهم منها توفير بعض أنواع من الأدوية لأننا نعاني من نقص أضحى جلي على مستوى كل الصيدليات في الجزائر مما يؤثر سلبا على صحة المواطن ففي السنوات الأخيرة تضاعف جهد الصيادلة للتوفير الدواء عبر العلاقات الخاصة و التواصل بينهم. اما بالنسبة للادراة الأمور تسير بشكل ممتاز و عادي خاصة مع الإجراءات الأخيرة التي انتهجتها الحكومة الجزائرية مثل بطاقة الشفاء وإدراج الإعلام الآلي على مستوى الصيدليات والإدارات الوصية . رأي السيدة جلابي في التطور الذي بلغته الجزائر في الرقي بالمرأة ؟ اثمن هذه الجهود و اعتبرها مكسب كبير للمرأة الجزائرية لأنني عشت حقبة من الزمن لم يكن للمرأة مثل هذا الدور في بناء المجتمع المدني على الصعيد السياسي و العملي و خاصة إنني كما سبق و ذكرت عشت في مدينة تقرت 14 سنة كعاملة بجوار الرجل نتقاسم نفس الجهد لكن ليس بنفس الإحساس كان دائما هناك نقص لكن الآن على العكس للمرأة دور هام مثلها مثل الرجل في الحقوق و الواجبات اتجاه وطنها الذي تعيش فيه مع الرجل و أدى هذا الرقي إلى تغيير الخلفيات اتجاه المرأة و أعطاها دفع معنوي لتقديم الأفضل في كل المجالات . نصيحة تقدمها السيدة جلابي للمرأة الجزائرية؟ اولا يجب أن تدرس و تسعى للتحصيل العلمي في كل المجالات و يجب أن تضع هدف في حياتها العملية و لا تتجاهل طبعا كونها امرأة يجب أن تكون أسرة وتكون مسؤولة على كل تصرفاتها اتجاه عائلتها و تعطي الوجه الراقي للمرأة الجزائرية و بالنسبة للعاملة المتزوجة أن توفق بين البيت و العمل و إعطاء كل منهما حقه في حياتها. ماذا تقول السيدة جلابي في كلمة ختامية؟ أتقدم إلى كل نساء العالم و بالأخص الجزائريات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بأحر التهاني و أطيب الأمنيات بالسعادة و الرقي و النجاح و أتقدم إلى جريدتكم مدير و طاقم بالشكر لأنها قريبة منا و من انشغالاتنا كما لا أنسى أسرتي زوجي.. منال.. رامي.. وسيم و أتمنى أن يكون لي نصيب في احد أبنائي أن يحمل مشعل والديه في عالم الصيدلة.