لا يسمح المجتمع الجزائري للمرأة أن تعطي مبررات لطلب الطلاق وحتى وان كانت تلك المبررات منطقية إلا أن المجتمع لا يتساهل مطلقا مع طلب كهذا خاصة إذا صدر من امرأة وهو ما أكدته دراسة للسيداف اعتبرت ان 78 بالمائة من الجزائريين يرون أنه من غير المعقول أن تطلب المرأة التطليق من زوجها مهما كانت الأسباب . تختلف أراء الجزائريين حول أسباب طلاق المرأة وانفصال الزوجين إلا أن الكثير منهم لا يعطي الحق للمرأة في طلب الطلاق حيث ترى أقلية فقط لا تتجاوز 4بالمائة أنه يمكن للمرأة ان تطالب بحقه في الطلاق إذا اعترضت حياتها الزوجية مشاكل قاهرة لا يمكن تجاوزها ويرى أغلبية من يؤيدون تقدم المرأة بطلب الطلاق ان هناك أسباب يمكن ان تسمح بذلك مثل منع الزوج لزوجته من العمل او مزاولة دراستها او من يتعاطى المخدرات او الكحول او عند زواجه من امرأة أخرى حيث أكد 63يالمائة منهم ان يؤيدون طلاق المرأة إذا توفرت في الزوج مثل هذه العوامل والمشاكل . تتنوع العوامل المؤدية للطلاق وتختلف الآراء حول إمكانية ان تتحول هذه المشاكل الى طريق مسدود يؤدي الى فك الرباط الأسري بشكل تام ويؤكد 78بالمائة من الجزائريين انه من غير الممكن ان تطلب المرأة الطلاق لان زوجها منعها من العمل كما لا يتوقع أكثر من 63بالمائة منهم ان تطلب المرأة الطلاق لان زوجها منعها من الدراسة اما 29بالمائة من الفئة المستجوبة في هذه الدراسة فترى ان زواج الرجل من امرأة ثانية لا يمنح المرأة الحق في طلب الطلاق وحتى وان اختلفت الآراء فان طلب الطلاق المقدم من قبل المرأة او الخلع بصفة أدق يعتبر مكروها جدا لدى المجتمع الجزائري بكل أطيافه . ثقافة فرضتها العصرنة والانفتاح يعتبر طلب المرأة للطلاق او الخلع ثقافة دخيلة على المجتمع الجزائري في نظر الكثير من المواطنين حيث لم تكن هذه الظاهرة منتشرة كثيرا في المجتمع لأسباب عائلية أو لعدم تحكم المرأة في قرارتها بمفردها إلا أن تقدم المجتمع ودخول المرأة الى عالم الشغل أعطاها حرية أكثر في اتخاذ قراراتها وقول كلمتها ومطالبة زوجها بالطلاق أو الخلع الذي تجاوزت معدلاته الأكثر من 3500حالة سنويا وهو رقم يعكس مدى انتشار هذه الظاهرة بين المتزوجين في الأعوام الأخيرة نتيجة لبروز مشاكل عديدة يأتي في مقدمتها انعدام السكن ورغبة الكثير من السيدات المتزوجات في تكوين بيت بعيد عن العائلة الكبيرة ويرى الجزائريون من الجنسين رجالا او نساء ان طلب المرأة للطلاق لا يمكن ان يشجع لان المرأة معرفة بطبيعتها الضعيفة وأنها تتأثر بسهولة لذلك تجدها تفضل الهروب من بيت الزوجية إذا تعرضت للمضايقة وتطلب الطلاق وهو الامر الذي جعل المجتمع الجزائري يرفض فكرة طلب المرأة للطلاق خاصة وأن العديد منهن سيتحولن الى عبء مادي واجتماعي لأسرهن خاصة إذا كان لديهن أولاد وهو ما يفسر عدم تساهل الأسر الجزائرية لطلب بناتهن للطلاق واستهجانهم للأمر برمته لكن المر قد يختلف إذا كانت المرأة متعلمة او عاملة فحدت الرفض حسب ما بينته الدراسة تقل بشكل كبير .