نظمت الجمعية الثقافية الصحراوية-الفرنسية، وجمعية الجالية الصحراوية بفرنسا، يوما ثقافيا بمناسبة تأسيس جبهة البوليساريو وإعلان الكفاح المسلح بمدينة مونت لاجولي، قرب العاصمة باريس، بحضور وزير المناطق المحتلة والجاليات، محمد الوالي اعكيك، ومسؤول الجاليات بأوروبا، أحمتو محمد سالم. وشارك في تنظيم اليوم الثقافي كل من التنسيقية الفرنسية للتضامن مع الشعب الصحراوي، جمعية أصدقاء الجمهورية الصحراوية، اللجنة الصحراوية-الفرنسية للدفاع عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، والجمعية الفرنسية للصداقة بين الشعوب. وتميز اليوم الثقافي بتنظيم مجموعة من المعارض ذات المواضيع المختلفة، إضافة إلى ندوة متبوعة بنقاش في قاعة جاك بريل بمونت لافيل، مكنت المواطنين الصحراويين والمتضامنين الفرنسيين من تبادل وجهات النظر حول آخر تطورات القضية الوطنية على ضوء التغييرات السياسية التي تعرفها منطقة شمال إفريقيا، وفرنسا. وكان اليوم الثقافي قد افتتح بعرض شريط وثائقي إسباني عنوانه ّالمشكل"، والذي يقدم فكرة عامة عن النزاع في الصحراء الغربية، ووضعية حقوق الإنسان المزرية بالمناطق المحتلة من البلد، أتبعتها مداخلات عديدة من ضمنها نص أدبي للمدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان، ابراهيم الصبار، الذي حضر الحدث.
واستضاف المنظمون في الندوة الوزير الصحراوي للمناطق المحتلة والجاليات، محمد الوالي اعكيك، الذي وصف للحضور استراتيجية العمل التي يرغب ووزارته في اتباعها من أجل تعزيز نشاط وفعالية الجالية الصحراوية، والسبل الكفيلة بتمكينها من تكثيف الدعم للشعب الصحراوي. كما طرح الوزير الصحراوي الحضور في صورة التطورات الأخيرة للقضية الوطنية، خصوصا مع توقع الزيارة القريبة للممثل الشخصي للأمين العام، كريستوفر روس، مشيرا إلى أن سلطات الإحتلال المغربية أبدت انزعاجا من نية المسؤول الأممي زيارة الصحراء الغربية. من ناحيتها تدخلت السيدة كلود مانجان، زوجة المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان، النعمة أسفاري، والتي قدمت حديثا من زيارته بسجن سلا 2، حيث يحتجز المعتقل السياسي منذ سنة ونصف دون محاكمة رفقة 22 معتقلا آخرين تحتجزهم سلطات الإحتلال المغربية دون محاكمة وتعتزم تقديمهم لمحكمة عسكرية في انتهاك تام لكل حقوقهم المدنية والسياسية. وجدير بالذكر أن السفارة المغربية كانت قد جندت كل الجمعيات المغربية التي لها تأثير عليها من أجل الضغط على المدينة لمنع تنظيم هذا اليوم الثقافي، الشيء الذي لم يتم لهم رغم محاولاتهم المحمومة، ورغم تنظيمهم مظاهرات أمام القاعة لمنع الحدث. وعلقت صحفية فرنسية على الموضوع قائلة أن الاصدقاء المغاربية ربما يجهلون أن الندوة ليست منظمة على أرض مغربية حتى يطالبون بمنعها، معتبرة هذا التصرف غير لائق. وفي المساء نشطت فرقة تيرس الموسيقية سهرة فنية حضرها جمهور الجالية والمتضامنين الفرنسيين، كا تخللتها لحظات من اسكيتشات الكوميدية، ورقصات تقليدية.