شهدت أمس العاصمة الفرنسية باريس تظاهرة تضامنية مع الشعب الصحراوي نظمتها عديد المنظمات غير الحكومية ضمن المساعي التي تبذلها عديد المنظمات المتضامنة مع القضية الصحراوية للتعريف بعدالة هذه القضية على المستوى الأوروبي والدولي. وقد تفاجأ المارة والفضوليون بحي "لي هال" الباريسي المعروف بحركته الدؤوبة بهذه التظاهرة التضامنية التي أكد منظموها أنها تهدف بالدرجة الأولى إلى إعلام وتحسيس الرأي العام الفرنسي بعدالة القضية الصحراوية وكسر جدار الصمت الذي يحيط بها في فرنسا. وتمكن المشاركون في التجمع والذين رفعوا أعلام الجمهورية العربية الصحراوية من لفت انتباه المارة الذين توقفوا لمتابعة مختلف التدخلات والتعرف على النداء الذي أطلقه منظمو الحدث من أجل التنديد بالاحتلال المغربي للتراب الصحراوي ووقف القمع وتنظيم استفتاء لتقرير المصير للشعب الصحراوي. وتميز هذا الحدث بتدخلات العديد من ممثلي فعليات المجتمع المدني الفرنسي المتضامن مع القضية الصحراوية إلى جانب ممثل عن جبهة البوليزاريو في باريس والذين أكدوا على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره عن طريق تنظيم استفتاء حر ونزيه في الصحراء الغربية. وفي هذا السياق اعتبرت كلود مارغريت مانجان ازفاري رئيسة جمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أن هذا التجمع يأتي في ظرف جد خاص ميزه حصول القضية الصحراوية خلال الأشهر الأخيرة على دعمين هامين يتعلق الأول بالتقرير الذي نشرته المنظمة غير الحكومية هيومن رايتس ووتش نهاية ديسمبر الماضي حول وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. ويتضمن التقرير مجموعة من التوصيات بضرورة تسوية هذه القضية التي تعتبر آخر قضية استعمار في القارة الإفريقية وفق الشرعية الدولية والمقررات الأممية المقرة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. في حين يتعلق الدعم الثاني بالتقرير الذي أصدره وفد البرلماني الأوروبي الخاص إلى المغرب والأراضي المحتلة بعد زيارته المدن المحتلة شهر جانفي الماضي وإجرائه لقاءات لم تكن سهلة مع مناضلي حقوق الإنسان. ووصفت رئيسة الجمعية تقرير البعثة الأوروبية بالهام جدا خاصة وأنه طالب بتوسيع مهمة بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "المينورسو" لتشمل حماية السكان المدنيين في المدن المحتلة. وخلصت ممثلة جمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية إلى اعتبار أن المنظمات غير الحكومية مطالبة بالضغط على فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي الهيئة التي من شأنها السهر على تطبيق اللوائح الأممية التي تعتبر منذ 1976 جبهة البوليزاريو ممثلا وحيدا للشعب الصحراوي وتدعوا إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير الذي لم يرى طريقه إلى التجسيد لأن فرنسا تعد من حلفاء المغرب. وتأسفت كون المبعوث الخاص الأممي الأمريكي كريستوفر روس اكتفى بالتنقل إلى اسبانياوفرنسا حليفتا المغرب في حين هناك العديد من الدول الأوروبية التي تدعم مبدأ تقرير المصير. من جانبه أكد سيد أحمد دحة مساعد مسؤول تمثيلية جبهة البوليزاريو في فرنسا أن "مثل هذه التظاهرات تسمح بتوضيح الرؤية للمواطن الفرنسي الذي يجهل القضية الصحراوية بسبب الحظر المفروض من طرف وسائل الإعلام الفرنسية على الوضع السائد في الصحراء الغربية". وتأسف كون قوات الاحتلال المغربي تقترف يوميا انتهاكات غير مقبولة لحقوق الإنسان غير أن وسائل الإعلام الفرنسية لا تتطرق لها واعتبر في نفس السياق أن "الحركة الجمعوية الفرنسية تستطيع تقديم الكثير لقضيتنا من خلال العمل المستمر اتجاه الطبقة السياسية والمجتمع المدني الفرنسي". واعتبر المسؤول الصحراوي أن "العمل الدؤوب للمجتمع المدني قد يحمل أصحاب القرار السياسيين إلى اتخاذ مواقف أكثر إنصافا لفائدة القضية الصحراوية باعتبار أن القاعدة هي التي تنتخب أصحاب القرار وعليه فإن إسهام المجتمع المدني سواء كان في فرنسا أو في غيرها من الدول يعد أمرا حاسما".