و يبدو أن مبعث فرحة وابتهاج الآنسة شادية بن خلف الله مديرة المتحف العمومي الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية هو أن ترى هذا الفضاء الذي تسيره يحتضن معرضا لجامعين اثنين للطوابع البريدية المحلية في اطار إحياء شهر التراث. و في هذا الصدد تقول هذه الآنسة-وهي تنظر بإعجاب لورقة تظهر زوياها أنها تتعلق بالطوابع البريدية- أن "بايلك الشرق المعين من قبل آخر داي عثماني بالجزائر يكون قد ابتهج ليحمل يوما ما طابع بريدي تمثاله ويجسم التاريخ الذي يمثله للأجيال". و استنادا لذات المسؤولة فقد شهدت سنة 1924 إصدار طوابع خاصة بالجزائر يحمل بعضها علامة "بريد الجزائر" وبالأحرف الأولى "الجمهورية الفرنسية" فيما تم تداول طوابع أخرى بفرنسا تحمل اسم الجمهورية الفرنسية بعلامة "الجزائر" وذلك إلى غاية العام 1958. و من جهته أوضح جامع الطوابع البريدية "عبد السلام بن باديس" الذي يعرض حرف يرمز إليها الطابع أن الجزائر بعد الاستقلال استعملت ولفترة قصيرة 5 طوابع بريدية وطوابع ضريبية دام استغلالها لغاية جوان 1963. و احتلت كل من "آلة الحصاد" و"أخاديد خراطة" و"تلمسان" و"المسجد الكبير" و "المدية" و"البريد القديم للودي" مكانة خاصة في قلب هذا الجامع الذي هو نائب رئيس نادي جمع الطوابع لسيرتا الذي أسس العام 1960 من طرف الراحل "عباس بن تليس" أحد هواة جمع الطوابع البريدية الذي توفي في غضون جوان الأخير عن عمر يناهز ال75سنة. و أكد ذات جامع الطوابع البريدية أنه في أول نوفمبر 1962 عمدت الإدارة الجزائرية للبريد والاتصالات السلكية و اللاسلكية على إصدارين للطوابع البريدية الأول يحتوي على 5 وحدات تمثل أقراص إصدارات فرنسية لمواقع ومناظر طبيعية للجزائر مضيفا و هو يشير لطابع آخر يمثل الإصدار الثاني وهو طابع بريدي ب10 دج يحمل علامة "الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية" و "الذكرى الثامنة للثورة الجزائرية" مرفقا بعلامة بالفرنسية وبأحرف عربية "1 نوفمبر 1954-1 نوفمبر1962". و تناولت طوابع أخرى غنية بالألوان صور للحياة اليومية بالأمس مقدمة بعض الحرف القديمة والأنشطة التقليدية ومواد للصناعة التقليدية التي تميز العاصمة القديمة لنوميديا والحياة الاجتماعية والاقتصادية التي يفتخر بها أطفالها. و شكلت حرف "معالجة الصوف" و"عينات من المنتجات النحاسية" و"السلال" و"المجوهرات والحلي و الفضية"و"الزرابي" و "البرنوس" و"القندورة" و"اللباس الجزائري" و "آلات موسيقية" و لوحات و مشاهد من الرقص الشعبي والنقش الفني على الخشب وصناعة الأواني الفخارية والسيراميك أحد أهم معروضات هذا الجامع الذي اختارها من ضمن حوالي 1.300 طابع بريدي هي بحوزته. وعلى بعد بضعة أمتار وعلى الحائط المقابل عرض "إبراهيم عزي" وهو جامع للطوابع البريدية أيضا عينة أخرى من الطوابع البريدية تمثل جناحا خاصا بقسنطينة و منطقتها خصص لصور الملوك النوميديين على غرار ماسينيسا ويوغرطة وميسيبسا. و تشكل كل من "الجسور" و"فسيفساء قصر الباي" و"مرور مائة عام عن احتلال قسنطينة" و"الأسلحة "و"القطع النقدية النوميدية" و"تمثال النصر" ومعالم و مواقع الحقبة الرومانية والشخصيات وحتى بعض المرافق مثل المدرسة والجامعات والبريد المواضيع الرئيسية التي جمعها هذا الفن الذي يعرض حوالي 6 آلاف طابع بريدي.