انطلقت تظاهرات إحياء «شهر التراث» نهاية الأسبوع بقسنطينة في أجواء مميزة، وذلك ب«قصر الباي» الذي احتضن بالمناسبة المعرض الخاص بهذا الحدث. وكان حفل افتتاح هذا المعرض فرصة للالتقاء بين المدعوين، غالبيتهم فنانون ومثقفون وحرفيون، تحدثوا بإسهاب عبر أروقة هذا القصر الفخم الذي تحول بالمناسبة إلى أجنحة للعرض. ويمنح المعرض فرصة أمام حرفيي المدينة في مختلف الشعب بإظهار منتجاتهم، إلى جانب هواة جامعي الطوابع والبطاقات البريدية على غرار جناح علاوة صغيري الذي يعرض بالمناسبة صور بطاقات بريدية يعود بعضها إلى نهاية القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى صور نادرة عن قسنطينة وأزقتها ومعالمها ما أثار اهتماما ملفتا للزوار إلى جانب الدخول في نقاش مع هذا العارض. ومن جهته؛ يعرض عبد السلام بن باديس بالمناسبة مجموعة ثرية من الطوابع البريدية أصدرها «بريد الجزائر» حول موضوع الصناعة التقليدية. ويمكن لزائر هذا الجناح أن يلاحظ أن الطابع البريدي الجزائري أسهم بشكل كبير في الحفاظ من خلال الصورة على العديد من عينات الصناعة التقليدية الوطنية وخاصة مختلف أنواع الزرابي التي تنتج بمناطق مختلفة من البلاد وحلي وألبسة تقليدية وأوان فخارية، إلى جانب منتجات أخرى للصناعة التقليدية لم تعد موجودة في الوقت الحالي. وبدوره يبرز سليم حمزة هاو، تاريخ بريد الجزائر منذ العام 1963 وذلك من خلال الطابع والرسالة البريدية. من ناحية أخرى، أوضح المنظمون أن التظاهرة تعد بالكثير من خلال اللقاءات الموضوعاتية المبرمجة والمعرض المخصص لأعمال مدرسة الفنون الجميلة، بالإضافة إلى تنظيم يوم حول الحفريات الأثرية وإلقاء محاضرات، وزيارات إلى مواقع تاريخية وأثرية في الأيام المقبلة.