نزل بلقاسم بومدين، نائب الرئيس المدير العام ل "سوناطراك" أمس، إلى قاعدة الحياة بواد إرارة الواقعة 25 كلم عن حاسي مسعود، في خطوة لاحتواء الاحتجاجات التي عادت مجددا إلى الموقع بعد المسيرة السلمية التي تم تنظيمها نهاية الأسبوع المنصرم باتجاه المديرية الجهوية للمطالبة بما وصفوها الحقوق المهضومة، ناهيك عن عدم الاعتراف بالمكتب النقابي الحالي، وسبق لهذا الأخير أن دخل في مفاوضات مع الجهات الوصية للتكفل بانشغالات العمال، وفي مقدمتها قضية تثبيت المنح بعد التقاعد الخاصة بفئة الماكثين داخل قواعد الحياة بعيدا عن أسرهم. وحسب مصادر موثوقة ومن داخل قاعدة النشاط، فقد حاول بومدين الاستماع إلى مطالب العمال وإقناعهم بالعدول عن فكرة الإضراب عن العمل المقرر الشروع فيه، نهاية الشهر الجاري، في حالة عدم الاستجابة لما يصفونه بالحق الضائع مقارنة ببقية زملائهم المقيمين بذويهم، متهمين النقابة بالتواطؤ مع الإدارة لكسب الوقت والانفراد بالاجتماع مع المسؤول المذكور. هذا، وصمم العمال لتحقيق مطالبهم بعقد لقاءات دورية خارج التمثيل النقابي، وتأتي التطورات الحاصلة بعد الوعود التي قدمها الرئيس المدير العام لسوناطراك أثناء زيارته الأخيرة لحاسي الرمل بولاية الأغواط الشهر المنقضي، إذ استمع لنفس المشاكل المطروحة، وهي في مجملها تشمل القواعد المنتشرة بمنابع النفط وتعهد بحلها، غير أن الأمور لا زالت متراكمة، وهو ما دفع فئة العمال للخروج عن صمتها والتعبير عن التذمر المسجل منذ أسابيع، حيث وصل إلى حد التلويح باللجوء إلى خيار الإضراب عن العمل في حالة بقاء الوضع على ما هو عليه.