خلف انفجار عنيف وقع مساء الخميس إلى الجمعة في حدود الساعة العاشرة ليلا على مستوى أنبوب غاز يوجد على بعد 30 كلم عن وسط مدينة حاسي مسعود، خسائر مادية معتبرة على طول 20 مترا من الأنبوب ذاته الناقل للغاز باتجاه المجمع الرئيسي، مخلفا حُفرة كبيرة بعمق ثلاثة أمتار في الوقت الذي تحوّل الأنبوب إلى حطام، غير بعيد عن قاعدة الحياة "بحوض إرارة" التي تضم المئات من عمال شركة سوناطراك بالقرب من مطار كريم بلقاسم الدولي، حيث لم تسجل أي إصابات أو خسائر في الأرواح حسب مصادرنا التي استبعدت فكرة العمل الإجرامي. مبعوث الشروق إلى حاسي مسعود: حكيم عزي وعاش سكان حاسي مسعود نهاية الأسبوع المنصرم، حالة من الذعر والهلع بسبب قوة دوي الإنفجار الغازي والذي سُمع على بُعد 60 كلم إستنادا إلى شهود عيان، بينما فرّ جميع العمال من القاعدة المذكورة قبل أن يعودوا إليها في ساعة متأخرة من الليل، كما فضلت بعض العائلات وأغلبها مقيمة بالبيوت القصديرية المبيت في العراء، نظرا لحرارة الجو، تجنّبا لأي عواقب محتملة. وحسب مصادر مؤكدة، فإن عناصر فرق الأمن والتدخل الصناعي التابعة لسوناطراك تمكنت فور الواقعة مباشرة، من السيطرة على الوضعية، حيث سارعت إلى منع تدفق الغاز نحو المجمع ذاته قبل أن تنتقل إلى عين المكان للوقوف على حجم الأضرار. وتأتي هذه الحادثة التي لم تحدد دواعيها بعد ما إن كانت ناجمة عن أخطاء تقنية أم عكس ذلك، بعد مرور أزيد من شهر عن كارثة الحفارة البترولية 159 بڤاسي الطويل التي خلفت نيرانها مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين بحروق متفاوتة الخطورة استدعت نقل أحدهم للعلاج بفرنسا، ولم تتمكن الجهات المختصة من إخماد لهيبها لحد الساعة. وفي مستغانم، تسبّب انفجار أنبوب الغاز الضخم في حدوث هلع كبير لسكان القرى والبلديات المتاخمة لحدود ولاية مستغانم ومعسكر. فإضافة لمشاهد أعمدة اللهب والدخان، فإن السكان والقاطنين على بعد أزيد من 40 كم من موقع الحادث قد شعروا بارتدادات كبيرة وتحريك للأبواب، حيث ساد الاعتقاد بحدوث زلزال وذلك لمدة 20د إبتداء من السابعة و20د من صباح الخميس. وحسب شهود عيان في عين المكان، فإن انفجار الأنبوب المركزي قد أتى على العديد من البيوت وتسبب في إصابة عشرات المواطنين بحروق تسببت للعديد منهم في تقيحات جلدية. ونقل عن مصدر طبي في مستشفى المحمدية وصول 80 مصابا حتى العاشرة صباحا، فيما نقل عن أحد المصابين حدوث إصابات جدّ خطيرة تسببت في نقلهم على عجل إلى مستشفى مهران الجامعي، فيما توزع الباقي بين مستشفيات معسكر وسيڤ. كما أكد لنا أحد سكان المنطقة في اتصاله ب"الشروق اليومي" موت جنين داخل بطن أمه الحامل ب8 أشهر. كما تسببت النيران في احتراق 40 رأسا من الغنم والماعز على الأقل، فضلا عن الدواجن. وكانت العائلات الأكثر تضرّرا تلك التي يقع الأنبوب أسفل مساكنها. ويأتي هذا الانفجار، الثاني خلال نحو عام بعد ذلك الذي حدث في نفس الأنبوب بالقرب من ثكنة بوتفاحة العسكرية القريبة والذي لم يتسبّب في إصابات.