إبراهيم بن عبد الرحمان بن علي الساسي بن محمد مياسي السوفي، أصيل مدينة وادي سوف، نشأ وترعرع وزاول دراسته الأولى بها، وبعد حصوله على البكالوريا التحق بجامعة الجزائر، وتحصل فيها على الليسانس في التاريخ والماجستير ثم دكتوراه الدولة، حاليا أستاذ بجامعة الجزائر -كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية -قسم التاريخ، اختصاص تاريخ الجزائر المعاصر، أشرف وناقش رسائل الماجستير والدكتوراه، وله عدة مؤلفات منشورة في الداخل والخارج، أهمها: الاحتلال الفرنسي للصحراء الجزائرية المنشور عن دار هومة سنة 2005. *ما رأيك في الدخول الجامعي هذه السنة؟ - كان دخولا عاديا وهادئا بعد عطلة صيفية ممتعة، وصادف الدخول هذه السنة شهر رمضان المعظم والكريم لهذا كان بدون صخب وضجيج يذكر. *ما هي اهتماماتك الثقافية في شهر رمضان؟ - لا شك أن شهر رمضان هو شهر القرآن الكريم، ولذلك فإن أكثر اهتماماتي في هذا الشهر الكريم تتمثل في تدارسي للقرآن العظيم من جهة وقراءته والسماع إليه من جهة أخرى، ولعتكف في المنزل معظم الوقت وخاصة بالليل، وقد تلقيت عدة دعوات لسهرات رمضانية تمثلت في مسامرات وندوات ومحاضرات وتكريمات... وغير ذلك، لكنني اعتذرت لهم، كما أن الجرائد الوطنية مزخرفة ومزدانة في شهر رمضان بمواضيع دينية وفكرية وثقافية هامة تشد القراء إليها، ولهذا أشعر في رمضان بضيق الوقت، نظرا للنشاطات المتعددة. * ذكريات متعلقة بالجامعة في شهر رمضان؟ - من الذكريات التي داعبت فكري بهذا السؤال هي أنه في السنوات الماضية كنت أدرس الطلبة خلال شهر رمضان المعظم، فلاحظ عليهم داخل المدرجات بعض الفتور بحلول شهر الصيام، غير أن الوضع تغير بعد أن قدمت لهم بعض الملاحظات تتمثل في إبراز مزايا هذا الشهر الفضيل، ومنها أن عبادة الصيام فريدة من نوعها، كوننا الآن في عبادة راقية مع أننا نعمل وندرس ونتحدث ونضحك ونمشي وكذلك يمكن أن ننام في النهار دون أن نغادر هذه العبادة، بل العكس فإن عدّاد الأجر في اشتغال دائم يسجل الحسنات، ولهذا فإن أصحاب الديانات الأخرى يحسدوننا على هذه الشعيرة السمحة، والمحفوفة طبعا ببعض المشاق والصعوبات أحيانا وبصبر جميل. * ما يفعل دكتورنا قبل المغرب وبعده؟ - قبل المغرب تفرغ لي شحنة البطاريات، فأضطر إلى الخلود والتموقع أمام شاشة التلفاز، أتابع بعض البرامج الدينية والعلمية، وبعض الأخبار عبر القنوات الوطنية والأجنبية، ومنها قناة "المستقلة" التي تتحفنا بمناقشات فكرية وبرامج ثقافية وفكرية وتاريخية على مستوى رفيع جدا، وجولات عبر الأماكن المقدسة التي يهفو إليها كل فؤاد مسلم، وبعد الأذان والإفطار أتوجه إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح التي أنتظرها بفارغ الصبر، حيث نستمتع في التراويح بقراءة الإمامين الشابين في مسجدنا حيث يكثر المصلون من رجال ونساء وحتى بعض الأطفال يتزاحمون للخشوع أمام تلك القراءات الرائعة، وهذا رغم التعب الشديد والحرارة المرتفعة، غير أنه بمجرد العودة إلى المنزل نشعر براحة كبيرة لأننا استرحنا بالتراويح. * ما هي أنواع المأكولات المفضلة لديكم في هذا الشهر الكريم؟ - ليس لدي أنواع خاصة، طبعا مأكولات رمضان لها نكهة مميزة وأطباق متنوعة كالشربة »فريك« والحساء والخضروات و»السلاطات« والفواكه، والذي لا أحتمله هو »البوراك« و»الزلابية« والمقليات الأخرى، وعلى العموم لست أكولا، وأفضل الأكل القليل، كما أتسحر قبل الفجر بقليل ب »المسفوف« بالزبيب والحليب. * ما هي البرامج التلفزيونية التي تفضل مشاهدتها؟ - المسلسلات التاريخية مثل »ملوك الطوائف«، والدراما السورية، والبرامج الدينية والثقافية، و»فرسان القرآن« وبعض البرامج الرياضية، مباريات كرة القدم الوطنية والأجنبية، والأخبار والتحليل والتعاليق السياسية، وبعض البرامج العلمية. * يعتبر رمضان شهر الوحدة العائلية.. لماذا لا تستمر هذه الوحدة؟ - بالنسبة لي الوحدة العائلية الصغيرة مستمرة دائما، وتزداد تماكسا في شهر رمضان المعظم لفربنا أكثر فأكثر في هذا الشهر بحكم تناول الفطور والسحور مع بعضنا البعض على مائدة واحدة، بخلاف غير رمضان لا نجتمع على مائدة الطعام إلا نادرا، وعلى العموم فالعائلة الصغيرة مترابطة وموحدة ومتصلة بوسائل عديدة بالعائلة الكبيرة. *كلمة أخيرة للشعب الجزائري بهذه المناسبة؟ - بهذه المناسبة السعيدة، وهي العشرة أيام الأواخر من هذا الشهر الفضيل وقرب حلول عيد الفطر المبارك، أتقدم إلى الشعب الجزائري المسلم وإلى الأمة الإسلامية قاطبة بأحر التهاني وأطيب التمنيات بالسعادة والهناء، وأن يعيده الله تعالى علينا باليمن والبركات، وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضاه، وكل عام وأنتم بألف خير، والسلام عليكم.