انتقدت الحملة من أجل الصحراء الغربية (ويسترن صحراء كمبين) ومقرها لندن، أول أمس الخميس، إقدام الاتحاد الأوروبي على منح المغرب "الوضع المتقدم" متجاهلا كل الالتزامات في مجال حقوق الإنسان. وجاء في بيان صادر عن المنظمة غير الحكومية التي تنشط لحشد التأييد من أجل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، أن الاتحاد الأوروبي أضاع "فرصة تاريخية لإنهاء 33 عاما من انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية". كما جاء في البيان أن الاتحاد الأوروبي منح المغرب صفة "الوضع المتقدم" على الرغم من "الأدلة حول انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان على نطاق واسع، والتي ارتكبت ضد مواطنين من الصحراء الغربيةالمحتلة منذ 1975". وتلفت "ويسترن صحراء كمبين" الانتباه إلى أن المغرب هو أول بلد يحصل على "الوضع المتقدم" من الاتحاد الأوروبي. وهذا الوضع سيزيد -حسبها- من تعزيز العلاقات الثنائية مع البلاد في النهوض باتفاق الشراكة الذي سيمكن بالفعل من الوصول إلى أسواق الاتحاد الأوروبي والحصول على المساعدات والقروض الميسرة. و"الوضع المتقدم" يقل عن العضوية الكاملة ويتجاوز مجرد الشراكة الاقتصادية. ولاحظ البيان أن هذه الصفة منحت للمغرب "على الرغم من الجدل الدائر حول احتلال الصحراء الغربية المعروفة بأنها آخر مستعمرة في إفريقيا ورغم التقارير حول انتهاكات حقوق الإنسان في هذه المستعمرة". واستدل البيان بما جاء في مختلف التقارير الصادرة عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان والمنظمات الخيرية ولا سيما التي تضمنها تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان الذي أنجز في 2006 ولم يكشف رسميا عن محتواه، لكنه سرب لوسائل الإعلام. وركز البيان على وجه الخصوص على ما تضمنه التقرير حول ممارسة "التعذيب وإساءة المعاملة واستعمال العنف والقيود المفروضة على حرية التعبير والمحاكمات غير العادلة" كما لفت إلى أن ال 165000 صحراوي لاجئ الذين أمضوا 33 سنة في المخيمات يعيشون على المساعدات الدولية في انتظار حل للصراع. ويلاحظ البيان أنه على الرغم من الالتزام المعلن للاتحاد الأوروبي بخصوص حقوق الإنسان المكرسة في النصوص سواء في اتفاق الشراكة بين الاتحاد والمغرب أو الاتفاق بين الطرفين في إطار سياسة الجوار الأوروبية (...) فإن "الاتحاد الأوروبي تجاهل دعوة جماعات الضغط لاستخدام هذه الفرصة لضمان التأكد من إجراءات جدية اتخذت لتحسين حالة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، باعتبارها شرطا للاتفاق". وكان ممثل جبهة البوليساريو في المملكة المتحدة وإيرلندا الجنوبية، لمين اباعلي، قد دعا في رسالة وجهها إلى النواب البريطانيين في البرلمان الأوروبي إلى التدخل السريع للضغط على المغرب وحثه على احترام الشرعية الدولية وحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. وأكد الدبلوماسي الصحراوي في رسالته أن أدنى ما ينتظره الشعب الصحراوي من نتيجة الحوار بين المغرب والاتحاد الأوروبي هو "الضغط على المغرب ليضع حدا للأعمال غير الإنسانية" ملفتا في نفس الوقت نظر البرلمانيين الأوروبيين البريطانيين ل "ضرورة الأخذ بعين الاعتبار القضية الصحراوية باعتبارها المدخل الرئيسي للسلم والازدهار في منطقة المغرب العربي"..