تشهد محطة المسافرين بالخروبة شرقي الجزائر العاصمة ازدحاما شديدا للمسافرين قبيل أيام من عيد الأضحى المبارك يوم الإثنين المقبل، هذا ما وقفت عليه المستقبل أمس عند زيارتها لمحطتي الحافلات والسيارات ما بين الولايات اللتين امتلأتا بالمسافرين خاصة الطلبة والعمال والتجار. على عكس عيد الفطر المنصرم الذي لم يسجل فيه ضغط كبير على وسائل النقل بين الولايات بالنظر إلى أن معظم الطلبة كانوا في عطلة، حيث فضلت حينها وزارة التعليم العالي تأخير الدخول الجامعي قليلا بعد أن تزامن مع شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وهو ما استحسنه الطلبة كثيرا، حيث خفف هذا القرار من معاناة الطلبة المزدوجة خلال الدخول الجامعي المتزامن مع شهر رمضان وهو ما كان سيؤدي إلى مضاعفة معاناتهم وعدم قدرة الوصاية على التكفل بمرحلتين اثنين في نفس الوقت رغم أن كل واحدة فيهما تتطلب تحضيرا خاصا. غير أن عيد الأضحى جاء بعد نحو شهر من بداية الدراسة الفعلية مما جعل أفواجا من الطلبة تحج إلى محطة المسافرين بالخروبة وبالآلاف كل له وجهته شرقا أو غربا أو جنوبا، فليس من السهل تفويت كبش العيد بعيدا عن العائلة لذلك كانت نهاية الأسبوع فرصة للالتحاق بالأهل، المستقبل رافقت بعض الطلبة من محطة تافورة للحافلات إلى محطة الخروبة وكان معظم المسافرين من الطلبة المحملين بالأمتعة ويتحدثون بلهجات مختلفة لكنهم كلهم جزائريون. الطريق إلى محطة الخروبة لم يكن يسيرا كالعادة فالازدحام المروري على أشده على مستوى المنعطف الأخير نحو المحطة في الوقت الذي كانت حركة السيارات في الطريق السريع المجاور للمحطة جد عادية ولم تشهد أي ازدحام، وأعازه بعض المسافرين وأصحاب سيارات الأجرة إلى تحويل سيارات ما بين الولايات الصفراء اللون من ضواحي ساحة الشهداء إلى الخروبة بعد تهيئة محطة قديمة للحافلات، مما أدى إلى كثافة السير على هذا المحور إلى درجة الاختناق قبيل العيد، وهو ما دفع معظم المسافرين إلى النزول من الحافلة حتى قبل الوصول إلى المحطة وإكمال الطريق إليها مشيا على الأقدام، غير أنك ما إن تلج إلى الداخل حتى تفاجأ من الحشود الكبيرة للمسافرين والمتجمعة عند نقاط بيع تذاكر السفر وكأن الجزائر العاصمة ستفرغ من ساكنيها. أحد تجار الشنطة من الشباب بدا محتارا كيف سيحصل على تذكرة سفر أمام هذه الحشود، ففضل الانتقال إلى محطة السيارات ما بين الولايات وأخبرنا أنه جاء من ولاية داخلية لشراء سلع من أحد التجار في العاصمة لبيعها في بلدته، لكنه فوجئ من هذه الحشود الكثيفة، وحتى في محطة السيارات فهناك نقص في عددها بالنظر إلى أن المسافرين المغادرين للعاصمة أكثر من الداخلين إليها، والسيارة المحملة بالمسافرين في العاصمة تجد صعوبة في اقتناص الزبائن عند العودة، مما يجعل المسافرين ينتظرون أكثر فأكثر، ويجد بعض السائقين الجشعين فرصة لرفع الأسعار بشكل مضاعف مادام الطلب كبيرا والعرض قليلا. هذا الضغط على وسائل السفر جعل بعض من يملك سيارت يمتهن "الطاكسي المخفي" ويخصص سيارته الشخصية أو المهنية لنقل المسافرين من المحطة أو إليها بأسعار جد مرتفعة ولكنها أقل تكلفة من سيارات الأجرة الحضرية، وفي ظرف أيام قليلة قبيل العيد يجنون أموالا معتبرة دون أن يكونوا مجبرين على دفع الضرائب، وبفضل جزء من هذه الأموال يتمكنون من شراء كبش العيد.