كشف وزير التربية، أبو بكر بن بوزيد، عن وضع خطة وطنية لمكافحة ظاهرة العنف المدرسي التي عرفت انتشارا كبيرا في المؤسسات التربوية، والتي أصبحت تهدد امن واستقرار احد اهم القطاعات الحساسة في الجزائر. بن بوزيد، وخلال إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني حول العنف المدرسي بمركز تكوين الأساتذة ببن عكنون، أشار إلى أن الخطة المنتهجة من طرف الوزارة تعتمد أساسا على محاربة التسرب المدرسي والكشف عن الأسباب الحقيقية للرسوب المدرسي وتراجع النتائج لدى بعض التلاميذ، وذلك عن طريق إنشاء جمعيات لأولياء التلاميذ على مستوى مختلف المؤسسات التربوية، كما ستقوم المديريات الولائية بتنظيم أيام تحسيسية بالتنسيق مع الأساتذة والأولياء قصد ترقية الحس المدني والتربوي لدى المواطن. وفي نفس السياق كشف الوزير عن قيام الوزارة بإجراء دراسة شملت 5 ولايات من الوطن، وذلك بالتنسيق مع منظمة اليونيسيف، حيث أخذت عينة من المدارس التي شهدت عدة أحداث عنف داخلها، وقد خلص القائمون على الدراسة إلى أن السبب الرئيسي للعنف لدى التلاميذ خاصة في مرحلة الإكمالي والثانوي هو السخرية والتمييز والاستهزاء من بعضهم البعض، أما المدرسون فقد أرجعوا انتشار العنف في الأوساط المدرسية إلى الاكتظاظ الذي تشهده الأقسام والمشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها كل من التلميذ والأستاذ، ما يؤدي إلى الدخول إلى الأقسام بوضعية نفسية مندفعة للعنف قصد إخراج المكبوتات والضغوطات التي يتعرض لها كل منهم في حياته خارج المؤسسة المدرسية. وبلغة الأرقام، كشفت دراسة أخرى أجرتها وزارة التربية بالتنسيق مع عدة جهات كالدرك الوطني وشرطة الأحداث والجمعيات المهتمة بالشؤون التربوية عن وجود 29 ألف حالة اعتداء وعنف جسدي بين عام 2003 و2004 في حين عرف الرقم ارتفاعا خلال موسم 2007 و2008 الى 47 ألف حالة عنف. كما خلصت الدراسة إلى أن الطور المتوسط يشهد ارتفاعا كبيرا في حالات العنف، حيث وصلت النسبة المئوية إلى 0.94 بالمئة في حين وصلت إلى 0.40 بالمئة في الطور الابتدائي و0.68 بالمئة في الطور الثانوي. هذا ودق المختصون ناقوس الخطر، خاصة وأن الظاهرة أدت إلى إفراز العديد من الانعكاسات السلبية كالتسرب المدرسي وحمل الأسلحة البيضاء داخل المؤسسات التربوية وتفاقم السلوك العدواني لدى التلاميذ، كما أكد المشاركون في هذا الملتقى على ضرورة تكاثف الجهود والتنسيق بين مختلف الهيئات وأولياء التلاميذ والباحثين الاجتماعيين والنفسيين من أجل الحد من الظاهرة التي ما فتئت تزيد انتشارا خلال السنوات القليلة الماضية.