اللقاء الجهوي الاول للصحفيين والاعلاميين الجزائريين بوهران: توصيات لدعم مهنة الصحافة والارتقاء بها    السيد عطاف يتحادث مع نظيره المصري    طاقة ومناجم: عرقاب يستقبل وزير الإسكان و الاراضي لجمهورية موريشيوس    اجتماع تقييمي لنشاطات هيئة الوقاية من الأخطار المهنية في مجال البناء والأشغال العمومية    إطلاق المنصة الرقمية الجديدة الخاصة بتمويل مشاريع الجمعيات الشبانية لسنة 2025    زيت زيتون ولاية ميلة يظفر بميدالية ذهبية وأخرى فضية في مسابقة دولية بتونس    الاتحاد العربي لكرة السلة: انتخاب الجزائري مهدي اوصيف عضوا في المجلس و إسماعيل القرقاوي رئيسا لعهدة رابعة    حج 2025: اجتماع اللجنة الدائمة المشتركة متعددة القطاعات    مشروع قانون الأوقاف: النواب يثمنون المشروع ويدعون لتسريع تطبيق مضامينه    طيران الطاسيلي تنال للمرة الثامنة شهادة "إيوزا" الدولية الخاصة بالسلامة التشغيلية    سعداوي يؤكد التزام الوزارة بدعم ومرافقة المشاريع والأفكار المبتكرة للتلاميذ    وقفة احتجاجية الأربعاء المقبل أمام البرلمان الأوروبي للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 51065 شهيدا و116505 مصابا    استثمار اجتماعي: سوناطراك توقع عدة اتفاقيات تمويل ورعاية    وهران : الطبعة الأولى للمهرجان الوطني "ربيع وهران" من 1 الى 3 مايو المقبل    اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد وجهاً لوجه    توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني    وزارة التربية تلتقي ممثّلي نقابات موظفي القطاع    تحقيق الأمن السيبراني أولوية جزائرية    والي العاصمة يستعجل معالجة النقاط السوداء    منارات علمية في وجه الاستعمار الغاشم    معارك التغيير الحضاري الإيجابي في تواصل    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    مزيان يُشرف على تكريم صحفيين    اجتماع بين زيتوني ورزيق    سوناطراك توقّع مذكرتين بهيوستن    مؤامرة.. وقضية مُفبركة    تراث الجزائر.. من منظور بلجيكي    نرغب في تعزيز الشراكة مع الجزائر    بن سبعيني يمنح برشلونة رقما استثنائيا    في اختتام الطبعة ال1 لأيام "سيرتا للفيلم القصير    الجزائر قامت ب "خطوات معتبرة" في مجال مكافحة الجرائم المالية    الوزير الأول, السيد نذير العرباوي, ترأس, اجتماعا للحكومة    إحباط محاولات إدخال قنطارين و32 كلغ من الكيف المغربي    فرنسا تعيش في دوامة ولم تجد اتجاهها السليم    التكنولوجيات الرقمية في خدمة التنمية والشّمول المالي    "صنع في الجزائر" دعامة لترقية الصادرات خارج المحروقات    اجتماعات تنسيقية لمتابعة المشاريع التنموية    الرياضة الجوارية من اهتمامات السلطات العليا في البلاد    آيت نوري ضمن تشكيلة الأسبوع للدوريات الخمسة الكبرى    السوداني محمود إسماعيل لإدارة مباراة شباب قسنطينة ونهضة بركان    عين تموشنت تختار ممثليها في برلمان الطفل    الطبخ الجزائري يأسر عشاق التذوّق    استبدال 7 كلم من قنوات الغاز بعدة أحياء    بومرداس تعيد الاعتبار لمرافقها الثقافية    مشكلات في الواقع الراهن للنظرية بعد الكولونيالية    أيام من حياة المناضل موريس أودان    نافذة ثقافية جديدة للإبداع    صناعة صيدلانية : قويدري يتباحث مع السفير الكوبي حول فرص تعزيز التعاون الثنائي    بلمهدي يبرز دور الفتوى    سانحة للوقوف عند ما حققته الجزائر من إنجازات بالعلم والعمل    حجز الرحلات يسير بصفة منظمة ومضبوطة    التنفيذ الصارم لمخطط عمل المريض    20 رحلة من مطار "بن بلة" نحو البقاع المقدسة    ما هو العذاب الهون؟    عربٌ.. ولكنهم إلى الاحتلال أقرب!    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسرح الإذاعي سيعود قريبا بعد أن توقف لسنوات
نشر في المستقبل يوم 20 - 04 - 2009

صوت قوي يختزنه الإذاعي المتألق وحيد جلال (42 سنة) الذي تمرس في عدة ميادين صقلت صوته الرصين سواء عندما كان أستاذا للموسيقى، أو مدبلجا للرسوم المتحركة أو ممثلا في مسلسلات جزائرية، وهو يسعى الآن ليعيد مجد المسرح الإذاعي الذي قرر عز الدين ميهوبي عندما كان مديرا‮ عاما‮ للإذاعة‮ الجزائرية‮ إحياءه‮ من‮ جديد‮ في‮ 2007‮ بعد‮ أن‮ توقف‮ لسنوات،‮ يومية‮ المستقبل‮ التقت‮ بالزميل‮ وحيد‮ جلال‮ فتمخّض‮ هذا‮ الحوار‮ الشيق،‮..‬
كيف‮ تعثرت‮ أقدارك‮ بمهنة‮ المتاعب؟‮
كنت منذ نعومة أظافري أعشق الإذاعة كمسرح، فلطالما استمعت مليا للمسلسلات والمسرحيات الإذاعية فكانت ولعي وجنوني الأول بالإذاعة، وفي المرحلة المتوسطة اكتشفني أستاذ اللغة العربية كصوت إذاعي وقال لي ''أنت تصلح لتكون صحفيا'' فتولد في نفسي عشق الصحافة وبقي هذا الحلم‮ يتخمر‮ لدي‮ حتى‮ تحقق‮ بالصبر‮ والإرادة‮.‬
‮ هل‮ كان‮ تكوينك‮ الجامعي‮ في‮ ميدان‮ الإعلام،‮ وهل‮ انطلاقتك‮ الأولى‮ بدأت‮ مع‮ الصحافة‮ المكتوبة‮ على‮ غرار‮ كبار‮ الإعلاميين‮ في‮ الإذاعة‮ والتلفزيون؟‮
بل درست في جامعة وهران النقد والأدب التمثيلي قسم الفنون، وقبلها كنت أستاذا للموسيقى في الإكمالي بمسقط رأسي ولاية الجلفة، ثم انتقلت إلى بوفاريك بالبليدة لتدريس المادة نفسها، والتي زاولتها حتى عندما التحقت بقسم الفنون كطالب، كما درست السينما في مركز خاص بقصر الثقافة والفنون بوهران أيام كان الدكتور أمين الزاوي مديرا لهذا المعلم الثقافي، وكان أول احتكاك لي مع الصحافة مع أسبوعية الشروق العربي في بداية التسعينات نشرت بها عدة مقالات رأي وأعمدة ثابتة بالإضافة إلى قيامي بتغطيات صحفية، لكن ولعي كان بالصحافة السمعية‮ البصرية‮ وليس‮ بالصحافة‮ المكتوبة،‮ إلا‮ أن‮ ميولي‮ وجنوني‮ كان‮ متعلقا‮ بالتمثيل‮.‬
‮ لماذا‮ لم‮ تلتحق‮ إذا‮ بالتمثيل‮ مباشرة‮ ما‮ دام‮ تخصصك‮ الجامعي‮ في‮ هذا‮ الميدان؟
في البداية لم أجد طريقا يوصلني إلى التمثيل، وحاولت مرارا أن ألتحق بالمسرح الإذاعي إلا أن الفرصة لم تتح لي ولم أتلق سوى الوعود البراقة، وفجأة توقف المسرح الإذاعي، وأذكر أن في 0991 كان هناك إعلان للبحث عن ممثل بمميزات معينة لإنتاج فيلم من إخراج عمار العسكري،‮ التحقت‮ به‮ في‮ مديرية‮ الإنتاج‮ بالعاصمة‮ واختارني‮ لأمثل‮ في‮ هذا‮ الفيلم‮ لكن‮ هذا‮ الحلم‮ الذي‮ كاد‮ يتحقق‮ تبخر‮ وصار‮ في‮ خبر‮ كان‮.‬
‮ التحاقك‮ بالإذاعة‮ لم‮ يكن‮ سهلا،‮ فكيف‮ كانت‮ رحلة‮ الألف‮ ميل‮ نحو‮ الإذاعة؟‮
صبرت وجاهدت طويلا من سنة 1990 إلى 2007 من أجل الالتحاق بالإذاعة، وكنت متفائلا بأني سأصل يوما ما وبقيت أراسل لسنوات مختلف المحطات الإذاعية علِّي أجد مكانا بينهم، وفي مرة من المرات استدعاني مدير إذاعة وهران وعمل لي تجربة صوتية وأعجبته ولكنه قال لي ''لا يمكنني أن أدمجك معنا لأن كل شيء يتم في العاصمة''، وجاءتني أولى الردود الإيجابية من مدير محطة معسكر الإذاعية عبد الرزاق جبالي قال لي بأنه آمن بما كتبته في سيرتي الذاتية ومن طموح ورحب بي في العمل في معسكر ووفر لي ظروف إقامة بسيطة في معسكر خاصة وأني أقيم بعيدا في‮ العاصمة‮ وقلت‮ له‮ بعد‮ شهر‮ أو‮ شهرين‮ سألتحق‮ بك‮ بعد‮ أن‮ أسوي‮ أموري‮ في‮ العاصمة‮.‬
‮ والتحقت‮ بالإذاعة‮ أخيرا؟
‮ لا،‮ لم‮ ألتحق‮.‬
‮ لماذا‮ وهي‮ حلمك‮ الأول؟
لأني نجحت في مسابقة بباتنة كمستشار ثقافي، لذلك فضلت أن ألتحق بمنصب وظيفي قار أفضل من أن أكون صحفيا متعاونا في الإذاعة بمعسكر، وهنا أشكر أهل باتنة لنزاهتهم وعدالتهم فبالرغم من أن هذه المسابقة شارك فيها الكثير من أبناء المنطقة إلا أني فزت بها رغم أني من ولاية‮ بعيدة‮ عنهم‮ وتأكدت‮ حينها‮ أن‮ الجزائر‮ لازالت‮ بخير،‮ ولو‮ أني‮ لم‮ أستغربه‮ عن‮ أبناء‮ الأوراس‮ وما‮ أدراك‮ ما‮ الأوراس‮.‬
‮ إذن‮ أبعدتك‮ مهنتك‮ الجديدة‮ عن‮ تحقيق‮ حلمك‮ الإذاعي؟‮
بل لم يطل بي المقام حتى التحقت بالإذاعة، فبعد أسبوع أو أسبوعين من التحاقي بمنصبي الجديد اضطررت للاستقالة نظرا لبعد المسافة وعدم توفر الإقامة، فعدت إلى العاصمة لأفاجأ باتصال من إذاعة متيجة يطلبون مني الالتحاق بهم وكان حينها الأستاذ حميد مزيان مديرا لها وهو‮ حاليا‮ مدير‮ الإذاعة‮ الإلكترونية‮.‬
‮ هلاّ‮ حكيت‮ لنا‮ كيف‮ كانت‮ أول‮ تجربة‮ إذاعية‮ لك‮ مع‮ الميكروفون؟‮

إذاعة متيجة كانت مدرستي الأولى، فقط أشير إلى أنني لم يكن لي مشكلة مع الميكروفون لأنني كنت أداعبه في الحفلات المدرسية وكنت أغني للتلاميذ فلم يكن لدي خجل من الجمهور أو خوف من الميكروفون، وبدأت عملي في متيجة كمنشط ربط فترات صباحية، وكان كل منشط صباحي ملزم بحصة‮ يومية‮ تسمى‮ ''‬ضيف‮ الصباح‮'' حيث‮ كنا‮ نستضيف‮ باحثين‮ رؤساء‮ جمعيات‮ وشخصيات‮ مختلفة،‮ إما‮ مباشرة‮ في‮ الأستوديو‮ أو‮ عبر‮ الهاتف‮.‬
‮ وما‮ هي‮ أول‮ حصة‮ خاصة‮ بك‮ في‮ متيجة؟
كان لي برنامج ''شخصيات وذاكرة'' وكنت أخرج ميدانيا وأسجل مع مجاهدين ورفقاء الشهداء وعائلاتهم كما كنت أسجل مع فنانين وشخصيات مختلفة، واسم البرنامج دال على المضمون، وقد لاق هذا البرنامج الذي مدته نصف ساعة رواجا وصدا إيجابيا.
‮ وهل‮ اندمجت‮ بسرعة‮ في‮ الوسط‮ الإعلامي؟‮
‮ بسرعة‮ البرق،‮ لأني‮ بطبعي‮ سريع‮ الاندماج‮.‬
‮ وهل‮ توظفت‮ كصحفي‮ متعاقد‮ أم‮ كصحفي‮ متعاون؟
في‮ البداية‮ عملت‮ كصحفي‮ متعاون‮.‬
‮ رفضته‮ في‮ معسكر‮ وقبلته‮ في‮ متيجة؟
‮ لأن‮ إذاعة‮ معسكر‮ كانت‮ بعيدة‮ عن‮ مقر‮ إقامتي‮ في‮ العاصمة‮ على‮ عكس‮ إذاعة‮ متيجة،‮ والثانية‮ جهوية‮ تغطي‮ بعض‮ الولايات‮ فكليهما‮ يقدمان‮ خدمة‮ عمومية‮ للمستمع‮.‬
‮ تغيير‮ القناة‮ هل‮ هو‮ رغبة‮ في‮ البحث‮ عن‮ فضاء‮ وكيف‮ التحقت‮ بالقناة‮ الإذاعية‮ الأولى؟
عملت ثلاثة أشهر بعد رحيل مدير إذاعة متيجة حميد مزيان وتعيينه مديرا للقناة الأولى، وكانت لي رغبة في الالتحاق بالقناة الأولى بتشجيع من بعض المستمعين والزملاء وحتى المدير نفسه قالوا لي أنت تنفع في القناة الأولى، رغم أني لا أرى فرقا كبيرا بين القناة الأولى وإذاعة‮ متيجة‮ إلا‮ كون‮ الأولى‮ وطنية‮.‬
‮ هل‮ جاءتك‮ ضغوطات‮ معينة؟
لا لم تكن هناك ضغوطات ربما هنا أتكلم عن الغيرة المجانية والغيرة المرضية، وهذه الأمور عادية تحدث في أي مكان وفي أي مهنة، ولكن رغبتي كانت في الانتشار أكثر وأحسست أني إذا ذهبت إلى القناة الأولى سأجد فضاء أوسع وأنني سأقدم وأفيد أكثر.
‮ هل‮ كان‮ من‮ السهل‮ تغيير‮ القناة؟‮
كان الأمر سهل جدا لأني طلبت من مدير القناة الأولى حميد مزيان الذي أدخلني إلى إذاعة متيجة أن يضمني إلى القناة الأولى فرحب بي على غرار العديد من زملائي، وباعترافه فإن كل من انتقلوا من متيجة إلى الأولى شرفوه وكنا في المستوى المأمول.

‮ هل‮ كانت‮ لك‮ تجربة‮ إعلامية‮ في‮ قسم‮ الأخبار؟
في الحقيقة لم أشتغل في قسم الأخبار مطلقا، رغم أن الأمر عرض عليّ في البداية، لكن ميولاتي كانت تتجه إلى الإبداع الفكري، كنت أرى أن الأرضية الخصبة هي الإنتاج، أستطيع أن أقترح مواضيع وحصص وأن أبدع فيه أكثر.

‮ ما‮ هي‮ أنجح‮ حصة‮ أنجزتها‮ لحد‮ الآن‮ بنظرك؟
لا أستطيع أن أقيّم نجاح أي حصة لأن المستمع هو الذي يقيمها، وحسب ردود الأفعال واتصالات المستمعين فإن حصة ''نبض القلم'' من أنجح هذه البرامج بل هو أول البرامج التي اقترحتها على إذاعة متيجة ولم يؤخذ بعين الاعتبار لتشابهه مع برنامج آخر، وقد تعرض هذا البرنامج لمحاولة‮ سطو‮ لكن‮ ولله‮ الحمد‮ فشلت‮ هذه‮ المحاولة‮.‬
‮ أغلب‮ ضيوفك‮ من‮ الشباب‮ والهواة،‮ رغم‮ أن‮ النجوم‮ هم‮ من‮ يصنعون‮ نجاح‮ أي‮ حصة،‮ هل‮ يراهن‮ وحيد‮ جلال‮ على‮ الطاقات‮ المهمشة‮ ليصنع‮ مجده‮ الإعلامي؟
برنامج ''نبض القلم'' أراه منفذا للشباب الهواة لإبراز طاقاتهم وتأشيرة نحو البروز والتألق ومنبرا لمن ليس له منبر، وجل هؤلاء الشباب حتى لا أقول كلهم سيرفعون مشعل الثقافة مستقبلا وسيلمع نجمهم في ميادين الفنون والآداب المختلفة من مسرح وسنيما وسيناريو وكتابة المذكرات،‮ وهذا‮ البرنامج‮ بالنسبة‮ لي‮ كان‮ نذرا‮ أنني‮ إن‮ وصلت‮ إلى‮ الإذاعة‮ سوف‮ أقدم‮ خدمة‮ للشباب‮ والمواهب‮ المبدعة،‮ وإن‮ وصلت‮ إلى‮ التلفزيون‮ نذر‮ علي‮ أن‮ أقدم‮ برنامجا‮ مشابها‮ لهؤلاء‮ المهمشين‮.‬
‮ ماذا‮ عن‮ النجوم‮ ألا‮ تستهويك‮ قدرتهم‮ على‮ استقطاب‮ آلاف‮ المستمعين؟
هؤلاء النجوم دون ذكر الأسماء كعمالقة الأدب أو السيناريو أو الملاحم فهؤلاء لو لم تمد لهم الأيدي في البداية هل كانوا سيلمعون كنجوم؟ وهذا السؤال أنا أطرحه، وأجيب هؤلاء يكفيهم ما أخذوا ولديهم برامج تستقبلهم عبر القنوات المحلية وحتى العربية والعالمية، ولكن ماذا عن الشباب المبدعين لما لا نوفر لهم منفذ للبروز، وهذا البرنامج محاولة مني لإعطائهم بارقة أمل، وإذا أوصد أمام الشباب الباب والآخر قال له أنت لست نجما والثالث يصرخ فيه هذا ليس إبداعا، فقد يصل إلى القنوط وعندها يأخذ تأشيرة زورق الموت.
‮ نفهم‮ من‮ كلامك‮ أنك‮ تحاول‮ من‮ خلال‮ برنامج‮ ''‬نبض‮ القلم‮'' محاربة‮ ظاهرة‮ ''‬الحراڤة‮''‬؟‮
نعم أحاول أن أساعد شاب لا يجد أين يفرغ مكنوناته ويرفه عن نفسه وهو يؤمن بأنه يستطيع أن يقدم شيء، هو فنان، وأنا دائما أقول أنه ما أصعب أن يولد الإنسان فنانا، لأنك ستجد كل الأبواب موصدة أمامك، فهناك من ليس له نفس طويل وهناك من هو ضعيف، مما يجعله يقنط ويفكر في‮ الانتحار‮ لكن‮ إن‮ أعطيته‮ أنا‮ فرصة‮ وأعطاه‮ الآخر‮ فرصة‮ في‮ برنامج‮ آخر‮ تتعدد‮ الفرص‮ وأن‮ كانت‮ محاولات‮ بسيطة‮ ولكنها‮ توجه‮ فالكمال‮ لله‮.‬
‮ إلى‮ جانب‮ كونك‮ صحفي‮ إذاعي‮ ولديك‮ هوايات‮ في‮ المسرح‮ والموسيقى،‮ سمعنا‮ بأن‮ لديك‮ هواية‮ في‮ دبلجة‮ الرسوم‮ المتحركة،‮ فهل‮ تحدثنا‮ عن‮ تجربتك‮ في‮ هذا‮ الميدان؟
كنت أؤدي الأصوات في الرسوم المتحركة، وكانت أول تجربة لي في رسوم متحركة بعنوان ''كليلة ودمنة'' وهي إنتاج جزائري ضخم حاز عدة جوائز عربية، وأديت فيه 63 شخصية، وتكفلت شركة نوميديا للفنون بالشراكة مع التلفزيون الجزائري بإنتاجه، حيث نالت هذه الرسوم المتحركة جائزة‮ في‮ برامج‮ الأطفال‮ بمهرجان‮ قرطاج‮ بتونس‮ في‮ 2002‬،‮ كما‮ شارك‮ بها‮ التلفزيون‮ الجزائري‮ في‮ 8002 في‮ مهرجان‮ القاهرة‮ الدولي‮ ونال‮ بها‮ المرتبة‮ الثانية‮.‬
‮وهل‮ هناك‮ مشاريع‮ أخرى‮ في‮ ميدان‮ دبلجة‮ الرسوم‮ المتحركة‮ شاركت‮ فيها‮ أو‮ تنوي‮ المشاركة‮ فيها؟
نحن في اللمسات الأخيرة لإعداد رسوم متحركة حول تاريخ الجزائر من ما قبل الميلاد إلى غاية استقلال الجزائر في 1962 وبنفس الشراكة، وتمتد هذه الرسوم المتحركة على طول 25 حلقة مختزلة، ودوري في هذه الرسوم يتمثل في الراوي وبعض الشخصيات الأخرى، وأتوسم في هذا الإنتاج‮ أن‮ يكون‮ مفاجأة‮ الحدث‮.‬
‮ ما‮ الذي‮ يجعلك‮ متفائلا‮ إلى‮ هذا‮ الحد؟‮
الشركة‮ المنتجة‮ لها‮ بدايات‮ ولكنها‮ تحسنت‮ كثيرا‮ وتطورت‮ من‮ خلال‮ التقنيات‮ الجديدة‮ المستخدمة‮ والمهارات‮ التي‮ تم‮ الاعتماد‮ عليها‮ مما‮ يجعله‮ قادرا‮ على‮ فرض‮ منافسة‮ شرسة‮ لمختلف‮ الشركات‮ العربية‮.‬
لكن ما هو معروف أن الإنتاج الجزائري الخاص بالرسوم المتحركة مازال متواضعا مقارنة بإنتاج الشركات اليابانية والغربية الرائدة في هذا الميدان، فهل وصلنا أخيرا إلى اعتماد نفس التقنيات العالمية في إنتاج الرسوم المتحركة؟
مسافة الألف ميل تبتدئ بخطوة، هذه تعتبر محاولات، ولكنها محاولات محمودة، بل إن هذا الإنتاج الأخير المنتظر أن يكون جاهزا نهاية شهر مارس 9002 وصل إلى الاحترافية، رغم أنه من السابق لأوانه الحكم على هذا العمل، لكني ارتحت إليه أكثر من ارتياحي لكليلة ودمنة مع أن هذا‮ الأخير‮ حقق‮ كثيرا‮ على‮ الصعيد‮ العربي،‮ فالمسلسل‮ الكرتوني‮ لتاريخ‮ الجزائر‮ تطور‮ من‮ حيث‮ الحركة‮ ومن‮ حيث‮ التنسيق‮ بين‮ الحركة‮ والصوت‮ وفيه‮ أشياء‮ كثيرة‮ تبشر‮ بخير‮.‬
‮ ماذا‮ عن‮ الأفلام‮ ثلاثية‮ الأبعاد‮ هل‮ دخلت‮ الشركات‮ الجزائرية‮ ميدان‮ إنتاج‮ هذا‮ النوع‮ من‮ الأفلام‮ الكرتونية؟
‮ لست‮ متأكدا‮ ولكن‮ بلغني‮ أن‮ هناك‮ شركة‮ في‮ بريكة‮ بباتنة‮ كان‮ من‮ المفترض‮ أن‮ أشتغل‮ معهم‮ في‮ فيلم‮ ثلاثي‮ الأبعاد‮ لكن‮ بعد‮ مدة‮ أخبرني‮ الشخص‮ الذي‮ اتصل‮ بي‮ بأن‮ هذه‮ الشركة‮ أفلست‮.‬
‮ وهل‮ من‮ جديد‮ قيد‮ التحضير؟
في ميدان الطفل لدي مشاريع كثيرة من أفكاري ومن تنفيذ شركة نوميديا وأنا أحضرها الآن تحفز التلميذ على القراءة والمطالعة وهذا مشروع لا أريد أن أتحدث عنه الآن، لكنه مشروع سيجعل التلميذ بإذن الله يعشق الكتاب لأننا نلاحظ عزوف التلاميذ عن القراءة.
‮ لديك‮ تجربة‮ متواضعة‮ في‮ التمثيل،‮ وظهورك‮ في‮ الجزء‮ الثاني‮ من‮ مسلسل‮ ''‬البذرة‮'' هل‮ هو‮ بداية‮ لاقتحامك‮ هذا‮ الميدان؟‮
بدايتي مع التمثيل كانت في سنة1993 بمحطة وهران التلفزيونية مع المخرج الكبير زكريا في مسلسل تاريخي تربوي وتثقيفي بعنوان ''جوامع الكلم''، وصورنا بعض الحلقات لكنه توقف لأسباب مالية على ما أعتقد، كما منحني المخرج محمد حويدق بوهران سيناريو لمسلسل اجتماعي حول معاناة أستاذ وبقيت شهورا أحفظ الدور وبعدها تبخر المشروع ونفس الشيء مع المخرج مصطفى حجاج في مسلسل ديني ويبقى السبب دائما تمويلي، ولكن كان أول دور لي وقعت به شهادة ميلادي دراميا كان على يد المخرج الكبير محمد حازورلي في مسلسل "البذرة 2'' حينما آمن بي السيناريست‮ أبو‮ بكر‮ سليمان‮ والمنتج‮ محفوظ‮ عكاشة‮ فمنحوني‮ دور‮ بسيط‮ وهو‮ دور‮ المحامي‮ لكنه‮ دور‮ محوري‮ في‮ الحلقتين‮ الأخيرتين‮.‬
‮ ألم‮ تظفر‮ لحد‮ الآن‮ بدور‮ رئيسي‮ في‮ أي‮ عمل‮ درامي؟
سأشارك في الجزء الأول لمسلسل ''عيسات إيدير'' (مؤسس الاتحاد العام للعمال الجزائريين) للمخرج السوري كمال اللحام ومن إنتاج التلفزيون الجزائري وبمشاركة كبار الممثلين الجزائريين مثل سيد أحمد أقومي، وسيكون لدي دور بسيط وهو شيخ من أتباع الزاوية، لكن في الجزء الثاني‮ سيكون‮ لي‮ مساحة‮ كبيرة‮ بدور‮ جديد‮ لا‮ أدري‮ ما‮ هو‮.‬
‮ أنت‮ صحفي‮ إذاعي‮ تملك‮ صوتا‮ قويا‮ وموهبة‮ في‮ التمثيل‮ والمسرح،‮ لماذا‮ لا‮ تعمل‮ على‮ إعادة‮ إحياء‮ المسرح‮ الإذاعي‮ من‮ جديد‮ خاصة‮ وأنه‮ حلمك‮ الأول‮ كما‮ أسلفت؟‮
المصادفة الجميلة أن الأستاذ عز الدين ميهوبي المدير السابق للإذاعة الوطنية والوزير الحالي المكلف بكتابة الدولة للاتصال أعلن في أواخر سبتمبر 2007 عن إعادة إحياء المسرح الإذاعي في نفس الفترة التي ولد فيها برنامج ''نبض القلم'' في 51 أكتوبر 2007 وكان أول عدد من‮ البرنامج‮ تحت‮ عنوان‮ ''‬أزمة‮ السيناريو‮ وكارثية‮ الحوار‮ في‮ الدراما‮ الجزائرية‮''‬،‮ والآن‮ أصبحت‮ تابعا‮ لقسم‮ المسرح‮ بمديرية‮ الاتصال‮ والعلاقات‮ العامة‮ بالإذاعة‮ كممثل‮.‬
‮ وهل‮ شرعتم‮ في‮ إنتاج‮ مسرحيات‮ إذاعية؟‮
أنتجنا بعض المسرحيات ونحن بصدد توفير رصيد من المسرحيات قبل بداية برمجتها وبثها على المستمعين، وفي الصائفة الماضية قدمنا برنامج ''المحاكمات الكبرى عبر التاريخ'' لشخصيات عالمية سياسية وعسكرية وفنية وقمت باقتباس هذه القصة وحولتها إلى سيناريو ثم إلى مسرحية إذاعية‮ وبثت‮ على‮ أمواج‮ الإذاعة‮ في‮ 81 حلقة‮ من‮ جوان‮ إلى‮ سبتمبر‮ 8002 وكان‮ لهذا‮ البرنامج‮ صدى‮ جميل‮ لدى‮ المستمعين‮ ولاق‮ تجاوب‮ وشغف‮ الزملاء‮ للمشاركة‮ في‮ هذا‮ البرنامج‮.‬
‮ إلى‮ جانب‮ كل‮ مواهبك‮ نحن‮ نكتشف‮ فيك‮ الآن‮ موهبة‮ كتابة‮ السيناريو؟
‮ هي‮ محاولات‮ بسيطة،‮ ولا‮ أعتبر‮ نفسي‮ سيناريست،‮ أردت‮ من‮ خلالها‮ أن‮ أسمع‮ من‮ هم‮ حولي‮ بأنه‮ يمكنني‮ أن‮ أقدم‮ شيئا‮ فليمدوا‮ لي‮ يد‮ العون‮ ويدعموني،‮ ودائما‮ العمل‮ الناجح‮ هو‮ العمل‮ الجماعي‮.‬
‮ آخر‮ كلمة‮ لقراء‮ المستقبل‮ ولمستمعي‮ برنامج‮ نبض‮ القلم‮.‬
‮ أقول‮ لهم‮ شكرا‮ على‮ ثقتكم‮ بي،‮ آمل‮ أن‮ أكون‮ في‮ مستواها‮ وأجتهد‮ لأكون‮ في‮ مستواها‮ وكما‮ أقول‮ دوما،‮ حينما‮ تنبض‮ القلوب‮ حتما‮ تنبض‮ الأقلام‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.