أعلن مدير الإذاعة الوطنية عزّ الدين ميهوبي أوّل أمس سعيه إلى تثمين المسرح الإذاعي وإعادة إحيائه من جديد ليحتّل المكانة التي تليق به، مؤكّدا في ندوة نشطّها بنادي "عيسى مسعودي" أنّ الإذاعة الجزائرية تملك ما يزيد عن 2500 مسرحية مسجّلة· عز الدين ميهوبي أكّد أيضا أمام جمع كبير من الفنانين ورواد المسرح الإذاعي الذين حضروا اللقاء لا سيما الفنان الكبير لحبيب رضا ومحمد حلمي، علي عراب ···وغيرهم أنّه أعطى تعليمات لكلّ الإذاعات الوطنية والمحلية التي ستبلغ قريبا 48 إذاعة، لإعطاء دفع جديد لهذا النوع من المسرح واستثمار الأرشيف الذي تملكه الإذاعة في هذا المجال، مضيفا في سياق متصل أنّه دعا كلّ الكتّاب الجزائريين إلى المشاركة في هذه الخطوة من خلال تقديم نصوص بأيّة لغة يرغبون، متعهّدا بشراء كلّ النصوص الممكن تقديمها للمسرح الإذاعي، وذلك بعد أن تعرض على لجنة مختصة ستضم مخرجين ومتخصّصين في المسرح الإذاعي دورها استثمار النصوص المقدمة· ميهوبي تعهّد أيضا بالسعي إلى تكوين مخرجين متخصّصين في هذا النوع من المسرح ذلك لأنّ أغلب المخرجين الذين عرفتهم الإذاعة بعضهم توفي والباقي تقاعد، وبالاستفادة من المواهب الفنية الشابة لدعم فرقة المسرح التابعة للإذاعة التي شاخت، وذلك لضمان تواصل الأجيال، ومن جهة أخرى أكّد مدير الإذاعة الوطنية أنّ هذه الفرقة لن تكتفي بتقديم مسرحيات إذاعية بل ستكون لها خرجات ركحية تمثّل من خلالها المسرح الإذاعي على الخشبة· وقد شهد اللقاء الذي حضره جمع غفير من الفنانين الذين اشتغلوا بهذا الحقل، يتقدّمهم واحد من الروّاد لحبيب رضا الذي كرّم بالمناسبة بمنحه مجموعة من الأقراص المضغوطة تضمّ 19 عملا مسرحيا شارك فيها سواء إخراجا أو تمثيلا ···كما عرض على الحضور مقطعا من مسرحية "العقاب" التي أخرجها الفنان في 1956 بمشاركة كلّ من الراحل محمد التوري، رويشد، الطيب أبو الحسن وكلثوم· لحبيب رضا عبّر من جهته عن سعادته الفائقة بهذه الالتفاتة، مشيدا بالمبادرة التي تبنّتها الإذاعة في إعادة إحياء هذا النوع من المسرح رغم تأخّرها، مذكّرا بالدور الذي لعبه المسرح الإذاعي خلال الثورة في التربية الشعبية واستنهاض الوعي الجماهيري، عائدا بالحضور عبر صفحات ذاكرته إلى ظروف العمل التي كان يشتغل فيها الفنانون آنذاك والتي ميّزتها قلّة الإمكانيات والضغوط الاستعمارية وكذا الأميّة وجهل أغلب الفنانين آنذاك للغة العربية، وبالمقابل نادى الفنان إلى ضرورة كتابة تاريخ المسرح الإذاعي بشكله الصحيح، داعيا الشباب إلى الاهتمام أكثر بهذا النوع من المسرح خاصة مع توفّر كل الإمكانيات· أمّا الفنان محمد حلمي فقد فضّل من جهته التذكير بتاريخ ظهور المسرح الإذاعي في الجزائر، مؤكّدا أنّ التمثيل انتقل إلى الإذاعة في أفريل 1939 وذلك بمبادرة من محي الدين بشطارزي، وكان أوّل عمل مسرحي يقدّم في الإذاعة يحمل عنوان "طبيب صقلي" في 3 أفريل 1939ليحتّل بعد ذلك المسرح الإذاعي مكانة هامة في الحياة اليومية للجزائريين آنذاك حيث كان منتظرا يوميا·