أكد الخبراء في مجال التأمين والفلاحة على أهمية التأمين ضد الأخطار المناخية التي تهدد المحاصيل الفلاحية كالجفاف والتقلبات المناخية الفجائية ومختلف الكوارث الطبيعية، يأتي هذا في ظل غياب الثقافة التأمينية لدى الفلاحين الجزائريين، مشددين على ضرورة الاعتماد على حملات التوعية والتحسيس لدفع الفلاح والمتعاملين في القطاع للتوجه إلى صناديق ووكالات التأمين المنتشرة عبر كامل التراب الوطني. وفي هذا الصدد قال شريف بن حبيلس، المدير التقني للصندوق الوطني للتعاون الفلاحي إن الدراسات التي أجرتها مختلف المصالح الفلاحية عبر الوطن بالتنسيق مع وكالات التأمين كشفت عن غياب الوعي التأميني دى الفلاح الجزائري خاصة عندما يتعلق الأمر بالأخطار المناخية وفي مقدمتها الجفاف والتقلبات المناخية المفاجئة التي تؤدي في الكثير من الأحيان إلى تأثر المنتوج الفلاحي وتراجع مستواه ونوعيته، مشيرا في السياق ذاته إلى أن هذا الواقع الذي يعيشه القطاع دفع بالمختصين إلى اقتراح مشروع تأميني يسمى »عقد تأمين 2010« منذ سنتين والذي يعتبر أول تجربة في الجزائر، حيث تمت مناقشته وشرح الخطوط العريضة المتعلقة به والكشف عن الأهمية والفائدة الكبيرة التي تعود على الفلاح أو الدولة بمجرد التعامل به. وأكد المتحدث على أن هذا اليوم الدراسي يهدف إلى تبادل الخبرات بين الدول الأجنبية والجزائر، إضافة إلى شرح وعرض التجارب الدولية في هذا المجال، حيث تم عرض بعض من هذه التجارب الناجحة كالهند والصين وفرنسا، إضافة إلى كل هذا عرف اليوم الدراسي المنظم من طرف مجمع باستري لإعادة التأمين مشاركة معاهد متخصصة في الفلاحة والمالية، وممثلين عن وزارة الفلاحة مختصين في التأمين وإعادة التأمين، وممثلين عن دولتي المغرب وتونس، حيث أوصى المشاركون على ضرورة التنسيق بين مصالح الفلاحة ومصالح الأرصاد الجوية لتجنب الخسائر التي تنجم عن التغيرات المناخية المفاجئة، كما ألح المشاركون على أهمية استعمال التقنيات المتطورة والحديثة للتنبؤ بحالة الطقس والمناخ، وتحديد المناطق المناخية ونوعيتها، وذلك لزراعة المحاصيل التي تتناسب مع المناخ السائد هناك، إضافة إلى التعاون بين وكالات وصناديق التأمين لإنجاح مشروع عقد تأمين 2010 لأنه يتطلب موارد مالية ضخمة.