اكد الخبراء والمهندسون في قطاع الاشغال العمومية والبناء على ضرورة اتباع التقنيات والتكنولوجيات الحديثة لمراقبة الانفاق والجسور وتأمينها، وذلك عن طريق تخصيص فرق من المهندسين وأصحاب مكاتب الدراسات المتخصصة لإجراء عمليات الصيانة التقنية والمتابعات الدورية، اضافة الى تجهيز الانفاق والجسور بالوسائل التكنولوجية المتطورة في مجال الانذار في حال وجود الاخطار وكاميرات المراقبة والتنسيق بين مختلف الهيئات كوزارة الاشغال العمومية ومكاتب الدراسات ومصالح الحماية المدنية، ملحين في نفس الوقت على اهمية الدورات التكوينية للمهندسين الجزائريين لتبادل الخبرات في مجال البناء والاشغال العمومية، اضافة الى الاهتمام بالتكوين لخلق خزان من الكفاءات الجزائرية قادرة على متابعة المشاريع الضخمة التي انطلقت خلال العشرية الماضية. وكشف الخبراء خلال اليوم التكويني المنعقد بفندق الاوراسي المنظم من طرف مكتب التطبيقات التقنية للمؤسسات "ابت" ومكتب الدراسات "ابي دي سوفت" الكائن مقره بباريس والذي يشرف عليه كفاءات جزائرية، ان معظم الانفاق الموجودة في الجزائر خاصة التي انجزت في العهد الاستعماري وبعد الاستقلال مباشرة وقبل سنة 1998 البالغ عددها حاليا 130 نفق خاص بالسكك الحديدية و36 نفقا خاصا بالطرق السريعة لا تخضع في معظمها للمقاييس العالمية في مجال الامن والسلامة المرورية، كما انها لا تخضع لعمليات الصيانة والتحديث، ما يجعلها عرضة للانهيار. وفي هذا السياق قال المهندس بوطمين امبارك، الاستاذ بالمدرسة الوطنية للاشغال العمومية، ان الانفاق التي انجزت من طرف الاستعمار الفرنسي او بعد الاستقلال من طرف بعض الشركات الايطالية لم تحترم المقاييس والقوانين العالمية المعمول بها في مجال بناء الانفاق، حيث اصبحت تشكل عائقا كبيرا امام حركة المرور وتهدد امن وسلامة اصحاب المركبات، خاصة وانها معرضة للانهيار في اي لحظة، مستدلا بذلك بالنفق الذي انجزته الشركة الايطالية بخراطة في مطلع السبعينيات، مشددا في نفس الوقت على ضرورة تشديد المراقبة في عمليات الانجاز ومتابعة المؤسسات المنجزة مرحلة بمرحلة، كما اشار المتحدث الى ان غياب التنسيق بين المهندسين والاطارات الجزائرية العاملة في القطاع جعل هؤلاء يفكرون مستقبلا في انشاء جمعية وطنية لمهندسي الانفاق والطرق الارضية والتي ستكون بمثابة الانضمام الى الجمعية العالمية "لايتيس" الكائن مقرها بباريس. من جهته، اوضح المهندس زاوش زهير الممثل لمكتب التطبيقات التقنية "ابت" ان المكتب يقوم بعدة دورات تكوينية للمهندسين في تخصصات تقنيات البناء والاشغال العمومية والبناءات المعدنية والانفاق، اضافة الى الجسور والجسور المعلقة، وذلك قصد الاستفادة من خبرة الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج والعاملة في اكبر مكاتب الدراسات العالمية. وتجدر الاشارة الى ان اليوم الدراسي شهد مشاركة ممثلين عن مختلف المؤسسات والشركات الوطنية العاملة في قطاعي البناء والاشغال العمومية ك "انفرافار"، "سبايتي"، "سي جي س"، "مؤسسة مترو الجزائر"، "مخبر الشرق"و"اورباكو".