بمناسبة إحياء الذكرى الخامسة والخمسين لاندلاع ثورة أول نوفمبر ,1954 وتحت شعار مصالحة، سلم وعمل، نظمت ملحقة المتحف الوطني للمجاهد بالرغاية بالتعاون مع بلدية الدرارية ومديرية التربية الجزائر- غرب ندوة تاريخية بثانوية زبيدة ولد قابلية حيث أطرّها كل من الدكتور عبد القادر نور المدير العام السابق للإذاعة الوطنية، والدكتورة أنيسة بركات باحثة في تاريخ الثورة، والمجاهد زهير عبد اللطيف بحضور مجاهدين من الأسرة الثورية وحضرتها مجموعة من تلاميذ الثانويات والإكماليات التابعة لمقاطعة الدرارية. وقد أشاد المجاهد عبد القادر نور في بداية تدخلّه ببيان أول نوفمبر 1954 حيث أكدّ على ضرورة أن يكون تاريخ أول نوفمبر من كل سنة موعدا ننحني فيه بكل خشوع أمام أرواح الشهداء ونجدّد العهد على الوفاء ونؤكد العزم على المضي إلى الأمام لنحقق الأبعاد الحقيقية والأهداف التي ضحّى من أجلها مليون ونصف مليون من الشهداء. كما أكد أن أول نوفمبر يجب أن يكون مناسبة نبرز فيها اعتزازنا بذلك الجيل الذي انتصر على نفسه فانتصر على العدو، والذي تحمّل في استمرارية رائعة بفضل بسالة جنود جيش التحرير وتلاحم القيادة، هذه المعركة التي استمرت سبع سنوات ونصف فبينتّ أمام الرأي العام العالمي أن استقلال الجزائر جاء بعد معركة نجحت فيها من كل الجوانب عسكريا وسياسيا وإعلاميا. كما تطرق ذات المتحدث إلى دور الإعلام من خلال إذاعة صوت الجزائر التي كانت تقوم ببث الدعاية لصالح نصرة القضية الجزائرية، خاصة أن الإذاعة السرية التي كانت تبث عبر القواعد الخلفية لجبهة التحرير في كل من المغرب وتونس كانت تنشر تقارير إخبارية عن الهجومات التي كان يقوم بها جيش التحرير والتي كانت بدورها ضربة قاضية ضد القوات الاستعمارية. بعدها تناولت الدكتورة أنيسة بركات الكلمة فتطرقت من خلالها إلى دور المرأة أثناء الثورة ومشاركتها بجانب الرجل في تحرير الوطن فكانت ممرضة وتجمع الاشتراكات وفدائية ومسبلة وجندية في جيش التحرير.بعدها تناول المجاهد بن جديد من جمعية المحكوم عليهم بالإعدام الكلمة، وقد بدا عليه التأثر وهو يروي للتلاميذ قصة تعذيبه من طرف الجيش الفرنسي داخل السجن، حيث كان ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه في كل يوم وفي كل لحظة، ولكن القدر ومشيئة الله جعلته حاضرا بيننا اليوم. ذهبية عبد القادر