فاتح .ل صدر عن مؤسسة طاكسياج- كوم للدراسات والنشر والتوزيع العدد الثاني من مجلة فكر ومجتمع تناولت بالتحليل دراسات متخصصة في علوم الإعلام والاتصال حيث عالج الأستاذ الدكتور مخلوف بوكروح موضوع أثر تكنولوجية الاتصال في تلقي الخطاب الفني من خلال ملاحظة التطور المستمر في دراسات جمهور المسرح على غرار الدراسات المتطورة حول جمهور وسائل الإعلام بعدما انصب الاهتمام على قياس ردود أفعال الجمهور أثناء العرض، مؤكدا سعي المختصين الى استخدام القياس العلمي الدقيق في إطار الدراسات الأمبيريقية لرد فعل الجمهور أثناء العرض ، وهي أحدث الطرق العلمية في هذا التخصص على الرغم من صعوبة القياس بسبب العلاقة الحميمية بين الجمهور والمسرح لأن جمهور المسرح ليس حقيقة ثابتة أو مجرد أرقام أو بيانات كما يؤكد الدكتور بوكروح، مخرج مسرحيات ومدير المسرح الوطني سابقا. أما الأستاذ عزيز لعبان فقد نشر دراسة تحت عنوان '' الفضائيات العربية ومجتمع المعلومات : الافتراضي لتجاوز عوائق الواقع '' وفيها عالج إشكالية العلاقة الممكنة من الناحية العملية بين المجتمعات العربية و المجتمع الإعلامي خصوصا وأن العلاقة ليست علاقة استهلاك وفقط بوجود تكنولوجيات حديثة لوسائل الإعلام والاتصال وإنما الافتراض قائم على مستوى التغيرات والتحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، يقول الأستاذ أن الدراسة سعت إلى فهم القنوات الفضائية العربية من منطق نسقي يربط بين ثلاثة مستويات هي المؤسسات الإعلامية ذاتها ، ثم السياق الاجتماعي الذي أنتجها والمعطى الكوني الذي أصبح اليوم متدخلا في كل الظواهر التي تبرز ،وتوصل الباحث إلى أن ما تقدمه التكنولوجيات الحديثة للاتصال من إمكانيات وظيفية للقنوات الفضائية العربية ، يقابله عدم قدرة على تغيير بنية هذه المؤسسات. كما نجد في المجلة دراسة أخرى للدكتور رضوان بوجمعة تحت عنوان '' أنثروبولوجيا الاتصال : من الكلام إلى الفعل الاتصالي المألوف ''تناول من خلالها أهم المحطات التي ولدت من خلالها أنثروبولوجيا الاتصال والتي جاءت كجزء من حركية علمية منتقدة لاختصار الاتصال في الجانب التقني والوسائل وغيرها ، أما الأستاذ لوصيف سعيد فقد عالج موضوع '' البعد الزمني في تناول الإستراتيجية وإدارة المنظمات '' حيث عالم دور المتغير الزمني وفهم تعقيداته ودوره الحرج في كفاءة القادة على قيادة تحول المؤسسات نحو الإبداع،ويستنتج الباحث بعد العرض المفصل '' أن أهم ما يمكن استنتاجه من التحليلات السابقة ، هو أن الفعل الإنساني لا يمكن أن يكون حتميا بصورة كلية ومطلقة بل إنه يعبر عن استقلالية معينة . كما نجد ضمن العدد مقالات أخرى تعالج مواضيع ذات صلة بالتخصصات الاجتماعية والاقتصادية مثل دراسة الأستاذ بن حليمة صحراوي تحت عنوان '' مفهوم المدينة في السوسيولوجيا الغربية والمفهوم الخلدوني ودراسة الأستاذ رمضاني محمد تحت عنوان '' الاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية '' بالإضافة إلى مواضيع أخرى مهمة جديرة بالقراءة موجهة للطلبة والأساتذة.