''بالرغم من الاهتمام الذي توليه المجتمعات العربية للثقافة من حيث الرعاية والتمويل، فإن الإدارة الثقافية لم تحظ بالعناية اللازمة، بحيث تسجل الممارسة الثقافية في البلاد العربية ضعفا كبيرا''، ربما تلخص هذه الوقفة راهن التسيير الثقافي في الوطن العربي وفي الجزائر بشكل خاص، حسب الدكتور مخلوف بوكروح الذي قارب الموضوع الإشكالي في كتابه الصادر حديثا بعنوان ''مدخل إلى إدارة المنظمات الثقافية''· يؤكد الدكتور مخلوف بوكروح أن بقاء المنظمات الثقافية وصمودها أمام التطور السريع والمنافسة الشديدة مرهون أولا بإدراك مدارس التسيير، كما يتطلب -حسبه- ضرورة المعرفة بمجال الثقافة والفنون والإدارة التي تؤهلها لاتخاذ المبادرات الخلاقة، ومواجهة المشكلات التي تطرحها إدارة المرافق الثقافية التي يصفها بوكروح ب ''التعقيد'' قبل أن يقول ''توفر الإرادة السياسية والسياسات الثقافية التي تسهر على تأييد ودعم ورعاية الإبداع واعتماد أدوات الإدارة والتخطيط، واحترام مبدأ استقلالية العمل الثقافي''· وقد قسّم بوكروح كتابه إلى خمسة أقسام هي: ''إدارة المنظمات، المبادىء والأسس''، ''إدارة المشاريع الثقافية، الفكرة والتخطيط والتنفيذ''، ''تمويل المشاريع الثقافية: الطرق والأساليب''، ''الاتصال والعلاقات العامة: الأدوار والأدوات''، ''التسويق وترويج المادة الثقافية''· للإشارة، فإن مخلوف بوكروح أستاذ بجامعة الجزائر، شغل مناصب إدارية وفنية، شارك في تأطير دورات تدريبية في الإدارة الثقافية، ونشر العديد من الدراسات في الثقافة والاتصال·