أقسم أمس الشيخ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى، في محاضرة له بالجزائر، على أن القدس والمسجد الأقصى في وضع أخطر من أي وقت مضى بسبب التهديدات الإسرائيلية بهدمه وتهويد القدس '' والله - وإني على وضوء - إن القدس تتعرض إلى خطر حقيقي أخطر من حرق المسجد الأقصى عام 1969 ، لأن المطلوب هدم الأقصى وتهويد القدس ''. واعتبر الشيخ يوسف سلامة، في كلمته التي ألقاها بمركز الشعب للدراسات الاستراتيجية بالجزائر العاصمة، أن المسجد الأقصى مهدد بالهدم سواء عبر إحداث هزة اصطناعية، خاصة وأنه مقام فوق عدة أنفاق تسببت في تصدعات في أعمدته وساحاته وانهيارات للأحياء المجاورة له، أما الاحتمال الثاني فتدميره عبر إطلاق صاروخ '' غراد '' عليه حيث سبق أن ألقي القبض على أحد المستوطنين المتطرفين وهو يخطط لإطلاق صاروخ على المسجد الأقصى من أحد البيوت المجاورة، أما الاحتمال الثالث فهو قصف المسجد الأقصى من الجو وهو الخيار الأسهل بالنسبة للإسرائيليين، مشيرا إلى أن إحدى الصحف الإسرائيلية أكدت الانتهاء من صناعة فانوس من ذهب يزن 24 كلغ لوضعه مكان المسجد الأقصى بعد هدمه . وكشف خطيب المسجد الأقصى أن إسرائيل تخطط ليكون عام 2020 سنة تهويد القدس، من خلال هدم بيوت 200 مقدسي في 2009 فقط، وبناء الجدار العازل الذي أخرج 150 ألف فلسطيني عن القدس، وطرد كل من يدفع الضريبة من القدس، ومحاولة شراء بيوت المقدسيين بأي ثمن حتى بلغ سعر البيت الذي لا يساوي 20 ألف دولار، 20 مليون دولار، ومع ذلك يرفض المقدسيون بيع منازلهم، مضيفا أن سياسة تهويد القدس رفعت عدد اليهود في القدس إلى 190 ألف نسمة بعدما لم يكن هناك أي يهودي يعيش بها قبل عام 1969 ، لكنه أكد فشل هذه السياسة حيث لا زال المقدسيون يمثلون أغلبية سكان القدس بفضل نحو 280 ألف فلسطيني. وأشار المتحدث إلى أن حرق منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى سنة 1969 أيقظ الأمة الإسلامية وكان سببا مباشرا في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي في نفس السنة، لكنه تساءل عن صمت الأمة الإسلامية أمام التهديدات الصهيونية التي تزايدت بشكل كبير في الأشهر الستة الأخيرة وقال '' لماذا نرى ردكم اليوم باهتا ''. ودعا الشيخ يوسف سلامة مليارا ونصف مليار مسلم إلى التبرع بدولار واحد للقدس كل عام لدعم صمود شعبها، وتكثيف الحملات الإعلامية لصالح فلسطينوالقدس، والعمل على لفت الرأي العام العالمي للقضية الفلسطينية والتهديدات الإسرائيلية بهدم المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن العالم تحرك برمته عندما قامت طالبان بتحطيم صنم بوذا، ولكن نفس العالم لم يتحرك عندما يتعرض المسجد الأقصى للتهديدات الإسرائيلية بهدمه، حتى منظمة اليونسكو أعطت الحق لليهود بترميم المسجد الأقصى، مشددا على أن المحتل لا يمكنه أن يقوم بترميم المسجد وإنما الهيئات الفلسطينية المختصة هي من يجب أن تقوم بذلك. وأكد الشيخ سلامة أن المسجد الأقصى بني في زمن سيدنا آدم وهناك من يقول بأن الملائكة هي من بنته، مشددا على أن المسجد الأقصى بني قبل الهيكل المزعوم ولم يشيد فوقه كما يدعي اليهود.