رفع أمس الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى بالجزائر نداء »استغاثة« من أجل انقاذ المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس من محاولات التهدويد التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلية. وقال خطيب المسجد الأقصى في محاضرة احتضنها مركز يومية ''الشعب'' للدراسات الاستراتيجية أنه جاء للجزائر ''ليطلق صرخة القدس في خطر'' مركزا على ''الحق التاريخي والحق الديني للمسلمين في المسجد الأقصى المبارك و في ميدنة القدس ككل.'' وأوضح خطيب المسجد الأقصى في هذا السياق انه اذا ''تنازل المسلمون على هذا المسجد فسيأتي - لا قدر الله - دور مكةالمكرمة و بيت الله الحرام .'' وتطرق خطيب المسجد الأقصى مطولا لتاريخ مدينة القدس والمسجد الأقصى مستشهدا بالآيات القرآنية وبالحديث النبوي الشريف، فمن حادثة الاسراء والمعراج الى زيارة الخليفة عمر بن الخطاب لمدينة القدس واستلام مفاتيحها ثم فتح المدينة من قائد جيوش المسلمين صلاح الدين الأيوبي بعد استغاثة أهلها. وخصص الدكتور يوسف جمعة هذه المحاضرة ليلفت أنظار المسلمين للأخطار التي تهدد المسجد الأقصى من خلال الحفريات التي تقوم بها الدولة الاسرائيلية و ''التي تهدد المسجد بالانهيار، مشيرا الى أن جدرانه و ساحاته تتعرض لتصدعات عميقة تنذر بانهياره.'' واستظهر خطيب المسجد الأقصى الصور و الخرائط ليبين ما تقوم به السلطات الاسرائيلية من حفريات بهدف البحث عن ''الهيكل المزعوم'' و وضعه مكان مسجد الأقصى المبارك بعد إزالته داعيا العالم الى الاحتكام للتاريخ وللآيات القرآنية التي تبين بصورة واضحة أحقية المسلمين على هذه الأرض . وأشار الخطيب الى سياسة الترهيب و الترغيب التي تمارسها السلطات الاسرائيلية في مدينة القدس اليوم بهدف تغيير الطبيعة الديمغرافية لهذه المدينة العربية والإسلامية بحيث أصدرت - كما قال - في ظرف قياسي أكثر من ألف قرار هدم لمنازل الفلسطينيين و دفعهم الى الخروج من المدينة. وفي هذا الصدد وبعد أن ناشد الخطيب كل المسلمين لإغاثة أهل مدينة القدس وحماية مسجدها المبارك لفت أنظارهم الى الأخطار التي تهدده مستدلا بتبرعات الملياردير الروسي ميسكوفيتش الذي تبرع ب600 مليون دولار لبناء مستوطنة منطقة الجبل (المطل على المدينة) وهو الآن بصدد بناء مستوطنة أخرى داخل مدينة القدس على حساب أراضي الفلسطينيين. ونوه خطيب المسجد الأقصى بمواقف الجزائريين الذين كانوا دائما في نصرة بيت المقدس من عصر الموحدين الى اليوم، مذكرا بوقوفهم الأسطوري في نكبة 1948 وعند حرق المسجد الأقصى في 1969 وفي كل استغاثة للشعب الفلسطيني. وذكر بالمناسبة بهذه المواقف ''الثابتة'' مع القضية الفلسطينة مستدلا بدخول الراحل الرئيس ياسرعرفات الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة في التاريخ بفضل الرئيس بوتفليقة عام 1974 الذي كان آنذاك وزيرا للخارجية و رئيسا للجمعية الأممية ناهيك عن إعلان الدولة الفلسطينية الذي تم من الجزائر عام 1988 والمساعدات التي يتلقاها الشعب الفلسطيني في كل مرة يحتاجها آخرها اثناء العدوان على غزة. واغتنم الخطيب هذه المناسبة ليرفع نداء إلى كل الأطراف الفلسطينية لرص صفوفهم وتوحيد مواقفهم بهدف جمع شملهم في الاجتماع القادم الذي ستحتضنه القاهرة، مؤكدا ان الفلسطينيين على أرضهم ''ثابتون و بحقهم متمسكون