تعهدت الجزائر على لسان عبد القادر المساهل، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، أمس بالقاهرة، بتقديم 01 ملايين دولار لدعم إعمار دارفور في السودان، من خلال تخصيص منح للتكوين والمساعدة التقنية في مجالات التعليم العالي والتكوين المهني والصحة. أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، أمس بالقاهرة، تجديد الجزائر التزامها الذي سبق أن عبرت عنه في إطار جامعة الدول العربية بتقديم مساهمتها المالية في تنمية وإعمار دارفور. وقال مساهل في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لأشغال المؤتمر الدولي للمانحين لتنمية وإعمار دارفور، إن هذه المساهمة تضاف للجهود المبذولة من طرف الجزائر في منطقة دارفور والتي تمثلت بالأخص في إرسال مساعدات إنسانية هامة في إطار التضامن الفعلي لإعادة إعمار السودان وتجديده. وأضاف أن الجزائر المتضامنة مع السودان شاركت بصفة دائمة في جهود إعادة إعمار جنوب السودان ودارفور، وهذا في الإطار الثنائي والعربي والإفريقي والإسلامي. وأكد الوزير أنها ''ستواصل في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية مساهمتها في تعزيز القدرات الوطنية السودانية'' من خلال تخصيص منح للتكوين والمساعدة التقنية في مجالات التعليم العالي والتكوين المهني والصحة. وأشار مساهل إلى أهمية هذا المؤتمر الذي ينعقد غداة حدثين هامين وهما الاتفاقين المبرمين بين الحكومة السودانية وكل من حركة العدالة والمساواة والحركة من أجل التحرير والعدالة اللذين سوف يساهمان في استتباب الأمن والسلام والثقة في هذا البلد الكبير. واعتبر أن الاتفاقين ''إنجازان هامان ومرحلة جديدة في الحفاظ على السلم والأمن في دارفور خاصة والسودان عامة'' لا سيما وأنهما -كما قال- يأتيان عشية إجراء الانتخابات العامة في السودان والتي تندرج ضمن مجموعة من الاستشارات التي نظمتها السلطات منذ 6891. وقال الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية إن عودة السلم لهذا الجزء من السودان تمثل ''مكسبا أساسيا'' لترسيخ الوحدة في السودان والمحافظة على وحدته الترابية''. واعتبر مساهل في نفس السياق أن إعادة الإعمار لا سيما في دارفور تمثل عاملا أساسيا لترسيخ وتثبيت الأمن والتلاحم الوطني من خلال سياسة المصالحة التي قام بها مختلف الفرقاء في إطار الحوار بين السودانيين، وقال إن هذه العودة للسلم والأمن ''تضمن للنازحين حق الرجوع إلى ديارهم''. وثمن الوزير الجهود التي قامت بها المنظمات الإقليمية كمنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، وبدافع من التضامن والتنسيق والتي سترافق السودانيين في سعيهم نحو مستقبل أفضل تكون فيه المسؤولية متقاسمة للعودة النهائية للسلام. وحيا بالمناسبة تعزيز العلاقات بين السودان والتشاد، معتبرا أن تعميق العلاقات بين دولتين جارتين وصديقتين يمثل التزاما أساسيا ولبنة إضافية للمحافظة على السلام والأمن في هذه المنطقة من القارة الإفريقية، كما نوه في هذه الصدد بالجهود التي بذلتها دولة قطر خدمة للسلم والمصالحة الوطنية في السودان. وحيا مساهل في ختام مداخلته رئيس وعضو اللجنة العليا رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الإفريقي ثابو مبيكي وبيير بويويا اللذين حضرا أشغال المؤتمر على الجهود المبذولة لحل نزاع دارفور والتزامهما بالدفاع عن الوحدة الترابية السودانية والمصالحة والسلم في هذا البلد. ويشارك في المؤتمر الذي تنظمه منظمة المؤتمر الإسلامي ممثلون عن أزيد من 08 دولة ومنظمات دولية وإقليمية وحكومية وأيضا ممثلي المجتمع المدني والجهات المانحة والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تحت شعار ''التنمية من أجل السلام''. ويسعى هذا المؤتمر إلى توفير ملياري دولار من أجل تمويل مشاريع أساسية لإعادة الحياة لإقليم دارفور الذي دمره الصراع الدائر منذ عام 3002 والانتقال من مرحلة تقديم مساعدات الإغاثة إلى مرحلة التنمية. وتشمل المشاريع المقترحة مجالات الإسكان والتخطيط العمراني والزراعة والثروة الحيوانية والغابات والطرق والتصنيع الزراعي والتنمية الريفية وتنمية المرأة والمياه والصحة والتعليم، ويشكل تنظيم المؤتمر حسب المنظمين فرصة لدعم مسار التسوية السلمية في الإقليم في ضوء التطورات الإيجابية التي شهدتها مؤخرا المفاوضات بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة في دارفور التي أسفرت عن اتفاقات السلام لاستتباب الأمن والسلام في الإقليم.