زكّت اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني مساء أول أمس، عبد العزيز بلخادم أمينا عاما للحزب لعهدة ثانية مدتها خمس سنوات. وعقدت اللجنة، عقب ضبط قائمة أعضائها، جمعية انتخابية، قبيل انتهاء أشغال المؤتمر الوطني، وتقدم بلخادم بترشحه إليها، من دون أن يتقدم أي مرشح منافس، لينال تزكية أعضائها الذين ارتفع عددهم إلى 153، بعد أن كان 123. واختارت اللجنة آلية التزكية، عوض آلية الانتخاب، لما تحقق من إجماع على شخص بلخادم، الذي كان قد نال تزكية المؤتمر، لكنه لم يجد بدّا من المرور عبر اللجنة المركزية، امتثالا للقانون الأساسي للحزب. كما تم إعلان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، رئيسا شرفيا للحزب "العتيد''. ورغم الطابع الشرفي للمنصب، إلا أنه يمنح صاحبه صلاحية هامة، بل وربما قد تكون حاسمة بحسب الظرف، وهي الحق في الدعوة إلى مؤتمر استثنائي للحزب، أو دورة للجنة المركزية. واستقبل بلخادم عهدته الثانية، وسط أجواء من الهدوء، حيث لم يظهر أي أثر لمعارضيه، ولم يسجل أي احتجاج على تزكيته، إن على مستوى اللجنة المركزية، أو على مستوى المؤتمرين. خلافا لما شهدته استحقاقات اللجنة المركزية، من تنافس وخلافات شديدة وسط مندوبي الولايات، ووصلت الأمور إلى حد العراك بالأيدي . كما عرفت كثير من الولايات، انسدادا حال دون خروجها بقائمة ممثليها باللجنة المركزية، بعد دخول أكثر من قائمة ''حلبة المنافسة''. غير أنه تم في آخر أيام المؤتمر، معالجة ذلك الإشكال، من قبل لجنة الترشيحات، التي عملت على إحداث نوع من التوازن على القوائم النهائية، عبر تضمينها أسماء من كل جماعة متنافسة. الأمر الذي خفف الاحتقان نسبيا، غير أن المندوبين سيصحبون معهم الخلافات إلى ولاياتهم، حيث يُتوقع أن تشهد الهياكل المحلية للحزب مستقبلا، صراعات حادة على خلفية ما حدث في المؤتمر التاسع. وشهدت الجلسة الختامية للمؤتمر، الإعلان عن رفع تعداد اللجنة المركزية من 123 إلى 153 عضو، بعد تعديل القانون الأساسي، ولوحظ في تشكيلة اللجنة، وهي أعلى هيئة بين مؤتمرين، احتواؤها على أسماء الوجوه المعروفة في الحزب، حيث لم تحمل جديدا ذا بال، باستثناء ما سجل من عودة لأنصار الأمين العام السابق علي بن فليس، كما هي الحال بالنسبة لعباس ميخاليف، عبد العزيز بلعيد، عبد القادر زيدوك والصادق بوقطاية، وإن كان هذا الأخير، قد رجع عن معارضته لبوتفليقة وأعلن مساندته إياه عشية رئاسيات 9002. كما تميزت تركيبة اللجنة المركزية، بتطعيمها برؤساء المنظمات المرتبطة بالحزب، فمن شريحة أبناء الشهداء نال عضوية اللجنة، كل من الطيب الهواري وخالد بونجمة رئيسي المنظمتين اللتين تؤطران تلك الفئة، شأنهما في هذا شأن رؤساء التنظيمات الطلابية التي تدور في فلك الأفلان. وكان الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية متواجدا في تركيبة اللجنة برأسيه المتنازعتين، إذ عيّن كل من الطاهر قيس ومحمد مدني في هذا الهيكل الحزبي. كما خصصت حصة للجالية بالخارج، ولوحظ تمثيل محتشم لفئتي الشباب والنساء في اللجنة المركزية، خلافا للخطاب الذي يسوقه الحزب، بخصوص توسيع تمثيل هاتين الفئتين في مختلف الهياكل.