انطلقت صبيحة أمس فعاليات الملتقى الدولي حول موضوع الإسلام والعلوم العقلية في الماضي والحاضر، من تنظيم المجلس الإسلامي الأعلى، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين داخل الوطن وخارجه. أوضح بوعمران الشيخ، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، في كلمته الترحيبية لدى افتتاح أشغال الملتقى الدولي أن اختيار موضوع ''الإسلام والعلوم العقلية بين الماضي والحاضر'' جاء بناء على تساؤلات أجنبية كثيرة وصلتنا من هؤلاء عن طريق مقالات وكتب تدور في مجملها حول إشكالية هل ساهم الإسلام في الحضارة العالمية فعلا أم نقل فقط ما وصله من حضارات أخرى؟ وفي سياق متصل، أبرز بوعمران أن هذا النوع من الأسئلة يوحي بقلة الاطلاع على الثقافة الإسلامية من بداية ظهورها إلى اليوم، وغياب الاهتمام بها من قبل بعض الباحثين والعلماء والإعلاميين، خاصة العالم الغربي. هذا وصنف بوعمران الكتب والمقالات التي تصلنا اليوم إلى ثلاثة: يظم الصنف الأول علماء مستشرقين غير مسلمين أنصفوا الإسلام وعرفوا به وحققوا مخططات خاصة به ونشروها مشكورين إلا أنهم قلة، أما الصنف الثاني ففيه عدد من المستشرقين والمبشرين الذين قدموا رؤية غريبة عن الإسلام وحرفوا ما جاء فيه من حقائق وشككوا في مصادره وتاريخه، في حين يضم الصنف الثالث عددا من العلماء والباحثين والإعلاميين الذين لا يؤمنون بأي دين ويدعون إلى العلمانية واللائكية أو إلى الإلحاد. هذا وتميزت أشغال اليوم الأول من هذا الملتقى بتقديم مداخلات عدة من قبل مختصين كان أهمها مداخلة ولد لعروسي الطيب من معهد العالم العربي بباريس حول ''الدور العربي الإسلامي في نقل العلوم إلى أوروبا'' ومداخلة الدكتور جبار أحمد من جامعة ليل بفرنسا حول ''ظهور وتطور النشاطات الرياضية في الحضارة العربية الإسلامية ما بين القرنين الثامن والسادس عشر الميلاديين.