أوضح الشيخ بوعمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن الهدف من تنظيم هيئته للملتقى الدولي حول موضوع ''الإسلام والعلوم العقلية بين الماضي والحاضر'' الذي تتواصل أشغاله بفندق الأوراسي هو بمثابة الرد على تساؤلات بعض المفكرين سيما منهم الغربيين حول مدى انسجام الإسلام مع العقل ومدى إسهامه في الحضارة العالمية. وقال بوعمران في كلمته الافتتاحية للملتقى أمس بالأوراسي إن القرآن الكريم والسنة النبوية كلاهما حثا على أهمية العلم والمعرفة والبحث والاطلاع في العلوم العقلية. من جهته أكد الأستاذ الطيب ولد لعروسي مدير مكتبة العالم العربي بباريس، أهمية هذا الملتقى الذي وصفه بالحساس والشائك. وتأسف ولد لعروسي للوضعية التي آل إليها الإسلام من قبل المسلمين في شتى أنحاء العالم قائلا: ''الإسلام ركب على أساس الحلال والحرام وتطويل اللحية وأشياء ليس لها أي معنى، في حين أن الإسلام لا يرتكز على هذه الأشياء فقط إنما الإسلام دين متفتح له بنى وآفاق''. وقال لعروسي إن الاحترام المتبادل والحوار هما أساس ترويج العلم، وأن الكثير من العلماء الغربيين الذين ليست لهم أية علاقة بالإسلام وجدوا ضالتهم في الدين الإسلامي مما جعلهم يتخذون المصحف الشريف مصدرا رئيسا لأبحاثهم في مجال الدين الإسلامي وعلاقته بالعلوم. وأكد المحاضر على أهمية وضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة التي ظلت عالقة بالدين الإسلامي، خاصة تلك التي تعتبر ديننا الحنيف دينا منغلقا ومنزويا في ركن مظلم لا يرقي إلى مستوى المساهمة في بناء الحضارات الإنسانية، مبرزا في السياق ذاته الدور الكبير للديانة الإسلامية في بناء هذه الحضارات''. وفي موضوع الملتقى الذي تواصلت أشغاله في اليوم الأول ألقيت عدة محاضرات من طرف أساتذة ومختصين من الجزائر والدول الأجنبية في حضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله حول دور الحضارة الإسلامية في نقل العلوم إلى أوروبا ونظرية الإعجاز العلمي في القرآن والتصوف في الإسلام. وستتواصل أشغال هذا الملتقى الدولي إلى غاية 31 مارس الجاري على مستوى أربع ورشات عمل تعكف على مناقشة ودراسة العلوم العقلية المتمثلة في مجالات الفلسفة وعلوم النفس والاجتماع والتاريخ. كما سيدرس المشاركون في الورشات مواضيع أخرى ذات علاقة بمجال الطب والرياضيات وعلوم الفلك و الفيزياء والكيمياء، ومن المقرر أن تنبثق عن هذه الأشغال توصيات يتوج بها هذا اللقاء.