قال محمد الحوراني، سفير دولة فلسطينبالجزائر، إن المقاومة ليست سلعة لها وكيل حصري، بل هي وسيلة لتحقيق برنامج سياسي يتوحد حوله الجميع، وأن أكثر ما يحتاجه الشعب الفلسطيني هو تحقيق الوحدة عبر الحوار، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية بحاجة الى دعم في الوقت الذي تتعرض فيه الى ضغوط دون أن يستبعد اللجوء الى اتجاهات أخرى في ظل تعنت إسرائيل. وتحدث الحوراني الذي نزل أمس ضيفا في اللقاء الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد إحتفالا بيوم الأرض ومعركة الكرامة عن الانشقاقات العربية التي أثرت سلبا على القضية الفلسطينية، وأضاف أنه لو أقدمت الدول العربية على تجميد مبادرة السلام العربية لكان الموقف العربي قويا، مشيرا إلى أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تحقق حل للقضية الفلسطينية، مشددا على قوة الفلسطينيين في الاستمرار في النضال لأن الذي يدفعهم إلى ذلك هو نداء القلب والروح. من جهتها، أكدت زعيمة حزب العمال لويزة حنون التي حضرت اللقاء، أن المواقف والقرارات التي خرجت بها القمة العربية المنعقدة مؤخرا بسرت الليبية لم تكن جريئة نظرا للرهانات المطروحة، لكن الموقف الجزائري يشرف وهو موقف مستمر دون انقطاع، وفي الوقت الذي طالبت فيه الجزائر بالانسحاب من مبادرة السلام العربية ''لأنها لا تشرفنا'' كونها تسعى الى التطبيع مع إسرائيل ''ولا يمكن التطبيع مع إسرائيل حتى لو انسحبت الى حدود ''67 وراهنت على قدرة الجزائر على تقديم اقتراحات للمّ شمل الفلسطينيين وإخراج القضية الفلسطينية من الانغلاق العربي، واغتنمت حنون الفرصة لتوجيه انتقادات لاذعة للجامعة العربية التي ''تكبل المبادرات وإطارها يسوي المواقف نحو الاسفل'' ودعت الى إلغائها لأنها ''لم تعد تعنينا لا هي ولا قراراتها'' مشيرة الى وجود منعطف جديد بعد العدوان على غزة يجب استثماره، واعتبرت الاختلاف العربي نعمة على القضايا والشعوب العربية لأنه لو لم يكن لكانت كوارث أخرى. أما سعيدة بن حبيلس، رئيسة جمعية المرأة الريفية، فإنها تأسفت لكون المجتمع المدني لم يستطع القيام بدوره كما يجب حتى أصبح هو من يشكل نقطة ضعف. من جهته نائب عن حركة حمس تساءل إذا لم تكن مقاومة بماذا يفاوض الفلسطينيون إسرائيل التي لا تؤمن إلا بالقوة، داعيا إياهم الى عدم الاتكال على الانظمة العربية. وقال الصادق بوقطاية القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، إن الدول العربية التي تملك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لو تجمد علاقاتها مع إسرائيل لهزت العالم وأعادته الى نقطة الصفر، داعيا الى مضاعفة الدعم الموجه للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن الجامعة العربية لم تقم بما يرضي الشعوب، لكن لا يوافق الأصوات الداعية الى إزالتها بل يجب إصلاح هياكلها مثلما دعت إليه الجزائر.