شدد السيد محمد الحوراني سفير دولة فلسطينبالجزائر على أن الموقف السياسي للسلطة تجاه العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة يركز على ثلاثة محاور أساسية وهي : وقف العمليات العسكرية، ورفع الحصار وفتح المعابر. وأشار الحوراني في ندوة مركز الصحافة المجاهد أول أمس إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمد عباس يتعامل مع ما هو كائن من معطيات على الساحة الدولية وفق رؤية وتصور فلسطيني محض وهو يتطلع دائما لإيجاد الفضاء المناسب للأداء السياسي... ولا يستثني في تحركاته ومسعاه أي طرف بإمكانه تقديم إضافة للقضية الفلسطينية. وبالنسبة لحالة العالم العربي.. يرى الحوراني بأن الفلسطينيين لايمكن لهم أن يخترعوا واقعا آخر وهم متكيفون مع هذا الوضع الذي لا يستطيعون تغييره.. كما يترآى الأمر للبعض.. وفي مثل هذه الحالات الصعبة كما هو الشأن في محنة غزة . وأكد سفير فلسطين أن أولوية الأولويات اليوم هو وقف العدوان في أسرع وقت ممكن ودون شروط مسبقة من إسرائيل »داعيا حماس إلى التفاعل مع مبادرات وقف العدوان .. وتلبية دعوة رئيس السلطة من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار....«. واعتبر الحوراني أن المطالب السياسية للشعب الفلسطيني لن تتنازل على أن القدس عاصمة فلسطين وحق عودة اللاجئين والإلتزام بحدود 1967 وهذه الإنشغالات تعد جوهرية بالنسبة لحركة تحرير فلسطين.. »فتح« التي تناضل من أجلها وكلفها ذلك 60٪ من الأسرى تابعين لها... وهي موجودة في الميدان تناضل لتحرير الوطن... وإسرائيل تدرك إدراكا قويا مدى قوة »فتح« ويحرجها كثيرا تواجدها في الميدان . ولم يفت السيد حوراني الدعوة إلى مؤتمر دولي يتناول الوضع النهائي في فلسطين يضمن حقوق هذا الشعب مبديا في هذا الشأن أسفه الشديد لبعض التغطيات الإعلامية التي تسيء للشعب الفلسطيني والتي لا تخدم قضيته أبدا، داعيا إياها إلى مراجعة موقفها فورا.. لأن ما يجري اليوم سيكون درسا قويا يتطلب الأمر الأخذ من العبر التي أفرزها كي نتوحد أكثر من أي وقت مضى لمواجهة العدوان الهمجي الإسرائيلي.. فمصير الشعب الفلسطيني يقرره أهله وليس طرفا آخر بعيد عن القضية ولا يتدخل إلا لإلحاق الضرر بها. وقد سجلت تدخلات ثرية دشنها الرائد بورڤعة الذي أشاد ببطولة أبناء غزة في مواجهة العدوان مبرزا الطرح الإسرائيلي الخاطىء في كل ما يجري الآن.. وحججه الكاذبة وادعاءاته الباطلة التي لاتستند لأي منطق معقول أو تفسير مقبول.... في حين طالب سفير فنزويلا بإحالة مجرمي الكيان الصهيوني على المحكمة الجنائية الدولية للإقتصاص منهم ومما أرتكبوه ضد الشعب الفلسطيني في غزة.... أما سفير إيران فقد أبدى تأسفه الشديد لمنع مرور المساعدات التي تبرعت بها بلاده إلى غزة . ------------------------------------------------------------------------ جمال أوكيلي ... ويؤكد لحصة »ضيف الخميس« للقناة ال 2 : نقدر دور الجزائر أكد سفير دولة فلسطينبالجزائر محمد الحوراني على الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر لجمع الفرقاء الفلسطينيين ولاستعادة اللحمة والوحدة بين مختلف الفصائل والتيارات في الظروف العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت قصف مستمر لمدة أسبوعين من قبل العدوان الإسرائيلي الغاشم . ويعتبر السفير الفلسطيني أن الجزائر تتمتع بثقل واحترام كل الأطراف، بالإضافة إلى أنه محل تقدير وعرفان من طرف الكل، ويؤهلها هذا الثقل من التأثير والاقتناع لاستعادة الوحدة المنشودة، مضيفا إلى أن الفلسطينيين يتطلعون إلى جهد ودور عربي موحد يتم من خلاله تجاوز كل التباين في المواقف والآراء، مشيرا في هذا الصدد إلى أن فلسطين تتعامل مع العالم العربي كحقيقة سياسية، ومعتقدا أن التباينات في المواقف العربية يضعف العمل العربي. ويمثل استعادة اللحمة بين مختلف الفصائل والتيارات انشغال أساسي، والواقع المرير الذي يعيشه قطاع غزة من تدمير وتقتيل وإبادة يفرض استعادة الوحدة الداخلية يقول السفير الذي أكد من خلال حصة »ضيف الخميس« التي تبثها القناة الإذاعية الثانية على ضرورة إلتقاء كل التيارات والفصائل حول طاولة واحدة لتنسيق الجهود في إطار موقف واحد موحد، مشيرا إلى أن دعوة الرئيس أبو مازن التي تصب في هذا الإتجاه قد لقيت ترحيبا من قبل كل الفصائل ما عدا حركة »حماس« مشيرا إلى أن هناك خلاف استراتيجي بين كل الأطراف الفلسطينية. وبالنسبة للمقاومة التي تقودها حركة حماس، أبرز السفير أنه من حيث المبدأ المقاومة لا يجب أن تسقط، لكن يجب أن تخدم الأهداف السياسية الموجودة، وهي تلك التي يجتمع حولها الفلسطينيون كإقامة دولة فلسطين في حدود .1967 وأضاف في سياق متصل أن على حماس أن تدرس كل الوقائع والأحداث التي وقعت، لأن المقاومة ليست عمل اعتباطي بل يجب أن تمارس في سياق رؤية شاملة تعطي للشعب الفلسطيني ولا تأخذ منه شهداء فقط، وعلى هذه الحركة يقول أن تفكر بحكمة، مشيرا إلى أن الخلاف بين حركة فتح وحماس لا يجب أن يخلق عنفا لأن هذا الأخير يؤدي إلى طريق مسدود، وذكر بأن 60٪ من المتواجدين في السجون الإسرائيلية ينتمون لحركة فتح، وننتظر كما قال أن تجري انتخابات شاملة تشريعية ورئاسية بعد وقف العدوان يختار من خلالها الفلسطينيون من يرون الأنسب. ففي ظل استمرار التباين في المواقف من الحركتين المذكورتين تسعى إسرائيل إلى رسم خارطة جديدة لفصل القطاع عن الضفة الغربية لتكريس الشرخ والانقسام وبالتالي دفع غزة بعيدا عن الضفة، وأكد السفير الفلسطيني أنه مهما يكن فإن إسرائيل لن تفرض حلا يرفضه الفلسطينيون . وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي من العدوان على غزة الذي خلف ما يقارب ال 800 قتيل لحد الآن، يقول السفير لا توجد إدارة أسوأ من إدارة بوش، ولن يكون حسبه أي تغيير جوهري مع الإدارة الجديدة تحت رئاسة أوباما فالموقف نفسه. ------------------------------------------------------------------------ حياة كبياش