تختم سهرة اليوم السبت فعاليات مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط بتوزيع مختلف جوائز الدورة ال 61 فيما يخص أحسن الافلام الطويلة القصيرة والوثائقية المتوسطية. ونظمت طبعة هذه السنة والمهرجان يحتفي بمرور 52 سنة على تأسيسه.. واللافت للانتباه أنه برغم غياب الجزائر عن منافسة الافلام الطويلة الا أنها كانت حاضرة بفيلم الاختتام ''حراقة'' لمخرجه مرزاق علواش، والفيلم الوثائقي ''فاتح'' لمخرجه عبد النور، كما كان من بين أعضاء لجنة التحكيم عضوان من أصول جزائرية منهم أحمد بوشعالة ويونس مقري المطرب المغربي المعروف. من جهتهم أكد العديد من السينمائيين وعشاق الفن السابع بالمغرب أن العلاقات السينمائية التي تجمع بين الجزائر والمغرب كبيرة وقديمة حتى أن هناك من أرجع نجاحات السينما المغربية التي تراكمت عبر السنوات للتجارب السينمائية الرائدة التي كانت بين اهل الاختصاص من البلدين، مذكرين بتعاون متحف السينما الجزائرية غداة استقلال الجزائر في تدعيم نوادي السينما المغربية بالافلام لمشاهدتها ومناقشتها. كما اكد أحد القائمين على مهرجان خريبكة للسينما الافريقية ان الفضل يعود للمخرج الجزائري محمد شويخ في التفكير للتأسيس لهذا المهرجان الذي يعتبر من أعرق المهرجانات بالمغرب. الاكيد ان الاعتراف بالجميل لن يقتصر على التذكير بالماضي؛ فقد قررت إدارة مهرجان الرباط في دورته القادمة تكريم المخرج الجزائري أحمد راشدي، أما مهرجان خريبكة فيفكر في تكريم الناقد والسينمائي أحمد بجاوي، حتى أن هناك من أسر للمستقبل أن مدير عام المركز المغربي للسينما نورالدين الصايل اتصل بالممثلة يسرا وعبر لها عن امتعاضه وغضبه من الموقف المخزي الذي اتخذته تجاه الجزائر ومهرجان وهران جراء الازمة الكروية التي نشبت بين الجزائر ومصر وتفنن خلالها الممثلون المصريون في شتم الجزائر والجزائريين وعلى رأسهم يسرى. تجدر الاشارة أن مهرجان تطوان أسس في سنة 5891 بمبادرة من أعضاء جمعية أصدقاء السينما، وكان خلال دوراته الأولى وإلى حدود الدورة العاشرة عبارة عن ملتقى سينمائي ثقافي بدون مسابقات أو جوائز، وتحول انطلاقا من الدورة الحادية عشرة في سنة 3002 إلى مهرجان بمسابقتين إحداهما خاصة بالأفلام الطويلة والأخرى تحفل بالأفلام القصيرة، وأصبح حاليا يتضمن مسابقة أخرى خاصة بالأفلام الوثائقية. صادف هذا المهرجان الصامد بعض المشاكل المادية القاهرة الناتجة عن قلة الموارد المالية، والتي تم خلال عدة دورات تجاوزها بالصمود والتحدي، ولكنها ازدادت حدة وتفاقما جعلته يختفي اضطراريا ومؤقتا خلال سنتي 3002 و4002، بعدما التزمت بعض المؤسسات بدعمه ماديا قبل أن تتراجع عن التزامها في آخر المطاف، ولكن الرغبة الملحة والعزيمة القوية في حفاظ مدينة تطوان على مهرجانها السينمائي دفعت بمنظميه إلى التفكير في وسيلة تضمن له الموارد المالية القارة والكافية وكذلك الاستمرارية، وجاء الحل في سنة 6002 عن طريق خلق مؤسسة خاصة بهذا المهرجان برئاسة الأستاذ نبيل بن عبد الله الذي كان آنذاك يشغل منصب وزير الاتصال والذي مازال حاليا يترأسها، وهي مؤسسة يضم مجلسها الإداري عدة شخصيات من مختلف القطاعات العمومية وشبه العمومية والمنتخبة والغرف السينمائية المغربية، إضافة إلى أعضاء مكتب جمعية أصدقاء السينما، مكنت هذه المؤسسة خلال السنوات الماضية من توفير الإمكانيات المادية الضرورية لضمان استمرارية هذا المهرجان الذي أصبح ينظم سنويا بعدما كان ينظم كل سنتين، والذي وصل هذه السنة دورته السادسة عشرة بعد ربع قرن من الحضور والصمود، كما مكنته من تطوير غلافه المادي الذي لم يكن يتجاوز 05 مليون سنتيم في الدورات الأولى إلى أن وصل حاليا إلى حوالي 006 مليون سنتيم. ويبقى مهرجان تطوان إلى جانب المهرجان الوطني للفيلم من أقدم المهرجانات السينمائية المغربية، ومن بين أهم المهرجانات ومن المواعيد المنتظ لينا عبد الرزاق من تطوان المغرب