تتواصل بمدينة سوسة الساحلية، فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفيلم الطفولة والشباب الذي يستمر إلى غاية 28 من الشهر الجاري، من خلال جملة من البرامج منها العروض الرسمية للمسابقة الدولية للأفلام الطويلة والقصيرة وتكريمات لسينماءات ضيفة على الدورة. وعلمت "اليوم" من مصادر مقربة من إدارة المهرجان، أن الفيلم الجزائري "مسخرة" لمخرجه "إلياس سالم" غائب عن المهرجان لأسباب غير واضحة وهو العمل الذي أعلن عنه في وقت سابق. ولم نجد ما يبرر هذا الغياب لفيلم حصد مجموعة من الجوائز العربية والإقليمية، ليبقى في قائمة الأفلام في مهرجان سوسة فيلم "مال وطني" لفاطمة بلحاج، والأمر ذاته بالنسبة للفيلم السوري "أيام الضجر" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد الذي غاب عن الدورة وهو الذي كان معلنا في البرنامج العام على شبكة الأنترنت. المهرجان الذي انطلق الأحد الماضي، من خلال استعراضات فنية في وسط المدينة واحتفالية في قاعة المسرح البلدي وسط المدينة، عرف تقديم فيلم "ملائكة الشيطان" للمخرج المغربى أحمد بولان، وأيضا تكريم المنتج التونسي الراحل "أحمد بهاء الدين عطية" من خلال تقديم عملين وثائقيين عن مساره وحياته المهنية المتميزة والتي دفعت بالسينما التونسية إلى العالمية. ويتضمن المهرجان برمجة ما يقارب 220 فيلم يمثل 27 دولة عربية وآسيوية وأمريكية وأوروبية. ويعرض في إطار المسابقة الرسمية، 33 فيلما بين طويل وقصير كلها موجهة للشباب والأطفال وتعنى بعوالمهم المختلفة. ولتقييم هذه الأعمال، شكلت الهئية المديرة للمهرجان، لجنة تحكيم تتشكل من خالد عبد الجليل رئيس المركز الوطني للسينما المصري و"ميشال مانياتيس" مستشار في أفلام الأطفال من اليونان و"جراردو نياتو" رئيس المهرجان الدولي لسينما الطفولة والشباب بقرطاجنة من بوليفيا والمخرج التونسي مختار العجيمى و"إيفان لوموان" كاتب سيناريو ومنتج ومخرج من فرنسا. أما لجنة التحكيم الدولية لأفلام الفيديو، فتتكون من الناقدة التونسية نائلة الغربي و"سبستيان دوكلوشي" عضو باللّجنة الفنية في اختيار الأفلام من مهرجان "كلارمون فيرون" بفرنسا والباحث والكاتب المصري مدحت حسن. أما في قسم التكريمات الخاصة، فخصص المهرجان في دورته الثامنة لوقفة على الفيلم القصير من سوريا وسينما بلاد "الباسك" وبطاقة بيضاء لمهرجان "كلارمون فيرون" للفيلم القصير بفرنسا وبرمجة خاصة ومنوعة لمجموعة من الأفلام القصيرة التونسية التي عرفت تطورا كميا ونوعيا خلال السنوات الأخيرة. وينظم المهرجان على هامش العروض، الملتقى الدولي للشباب الذي يجمع 150 شاب من تونس و90 شابا من عدد من البلدان العربية والمتوسطية ضمن 40 ورشة للتقنيات السينمائية والسمعية البصرية يديرها نخبة من المختصين. مهرجان سوسة الدولي الذي تأسس مطلع التسعينيات من القرن الماضي، بإدارة المنتج السينمائي والتلفزيوني نجيب عياد رفقة نخبة من المختصين، عرف في سنواته الأخيرة حالة من التململ والإضطراب في مواعيده، نتيجة تقلص مساحة عرض الأفلام في هذه المدينة الساحلية ونقص الإعانات الضرورة. وتشكل الدورة الثامنة للمهرجان منعرجا حقيقيا في هذا المهرجان الوحيد في المنطقة المغاربية، وربما ستكون الدورة الأخيرة لرئيسه السيد نجيب عياد الذي سيتفرغ لمهامه الإنتاجية ويترك هذا الموعد المهم في المشهد السينمائي التونسي في يد نخبة فريق رافق نجيب عياد طيلة سنوات ووقف على استمراريته ونجاحه وتألقه رغم النقص الكبير في الأفلام والأعمال الموجهة لفئة الطفولة والشباب في المنطقة العربية والمغاربية. مبعوث "اليوم" إلى سوسة (تونس) : نبيل حاجي