أوضح مدير الترقية العقارية لدى وزارة السكن والعمران إلياس فروخي أن الإجراء الجبائي الذي وضع لقطاع السكن هو أداة من المفروض أن تساهم في تقليص تكلفة السكن لتسهيل الحصول عليه. في تدخل له في منتدى المجاهد الخاص بالجباية المتعلقة بقطاع العقار، أوضح فروخي أنه في مجال تشجيع الحصول على سكن فإن الإجراءات الجديدة المتضمنة في القانون المدني الذي تمت مراجعته تقتضي الإعفاء من الضريبة على الدخل العام في سياق كراء محلات جماعية ذات الاستعمال السكني بسعة لا تقل عن 80 متر مكعب. واعتبر أن هذا ''الإجراء يرمي إلى رفع عروض الكراء والمساهمة في تخفيض أسعار الكراء''. ومن بين الإجراءات الكبرى الأخرى التي أشار إليها والرامية إلى مكافحة أزمة السكن المتعلقة بالمزايا الممنوحة للمقاولين العقاريين عندما يتعلق الأمر بمشاريع إنجاز سكنات ترقوية مساعدة، سيما التخفيضات على أسعار العقار الذي توفره الدولة للمقاولين بهدف تخفيض تكلفة السكنات (80 بالمئة في الشمال و90 بالمئة في الهضاب العليا و95 بالمئة في الجنوب). وقال إنه بهدف دعم المواطنين ذوي الدخل القليل لتمكينهم من الحصول على السكن في إطار الإجراء الجديد للسكنات الترقوية المساعدة قامت الحكومة أيضا بوضع إجراء بنكي، وفي هذا السياق ذكر بأن قانون المالية التكميلي 2009 أدخل تخفيض نسب الفوائد من طرف الخزينة (بين 1 و3 بالمئة) في القروض الممنوحة من طرف البنوك لاقتناء سكن جماعي حيث لا يجب أن يتجاوز دخل المستفيدين المستوى المحدد مرجعيا بالنسبة للأجر الوطني الأدنى المضمون في الإطار التنظيمي. ومن جهة أخرى، كشف فروخي أن قانون المالية لسنة 2010 ينص على إنشاء صندوق لتخفيض نسب الفائدة المتعلقة بشراء أو بناء مساكن. وأبرز ذات المتحدث امتيازين آخرين منحا للمقاولين في إطار البرامج المدعمة من قبل الدولة يتمثلان في تخفيف الإجراءات الجبائية والضريبة المستقلة، مشددا على أن المقاولين مثلا يستفيدون من الإعفاء من الضريبة على الدخل العام خلال مرحلة دراسة المشروع. وقد أكد ممثل المديرية العامة للضرائب إبراهيم بن علي أن عمل الدولة فيما يتعلق بالجباية في المجال العقاري يتجه نحو منح اميتاز للمقاولين من أجل تشجيعهم على زيادة الاستثمار في بناء المساكن لفائدة الأسر ذات الدخل المتوسط، علاوة على ذلك أشار بن علي إلى أن المنهج المتبع في الجباية هو "منهج التقدم'' مما يعني أن المقاول يدفع ضرائبه تدريجيا مع تقدم أشغال مشروع البناء. وانتقد المقاولون الحاضرون في الندوة هذا المنهج إذ اعتبروا أن دفع الضرائب قبل استكمال الأشغال أمر ''غير منطقي''، واقترحوا أنه ''من الأفضل تأجيل عملية دفع الأعباء إلى غاية تسليم المشروع''. من جهتهم اشتكى المرقون العقاريون، من تعدد الرسوم والضرائب، التي يسددونها في كل مرحلة من مراحل إنجازهم السكنات، وكذا من ارتفاع قيمتها.وأسهب المهندس المعماري والمرقي العقاري محمد صحراوي، في سرد الأعباء التي يتكبدها محترفو الترقية العقارية، على مختلف المستويات، فأشار إلى مشكلة العقار وندرة الأوعية العقارية، وقال ''إنّنا نقتني القطع الأرضية من الخواص، الذين يعرضونها بأسعار أقل ما يقال عنها إنها مبالغ فيها''. وتطرق إلى القانون الصادر في العام ,2008 وأكد أنه ''ترك انطباعا أول الأمر، أنه سيسهم في توفير الأوعية العقارية، لكنه لم تجد إجراءاته طريقها إلى التطبيق لغاية اليوم''.