كشف الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغربية والإفريقية عبد القادر مساهل أمس، عن مساع تبذلها الجزائر لإعفاء صادراتها إلى دول سوق غرب إفريقيا من الرسوم الجمركية، وهذا بالتوازي مع الديناميكية التي ينتظر أن يحدثها مشروع الطريق العابر للصحراء، وهو الطريق الذي أكد وزير الأشغال العمومية عمارغول، أنه سيتحول مستقبلا إلى طريق عابر لإفريقيا. قال الوزير مساهل، إن الجزائر ''تعمل على الحصول على إعفاء جمركي، لصادراتها من السلع إلى دول المنظمة الاقتصادية لغرب إفريقيا خلال هذا العام''. وجاء هذا في معرض حديثه عن ''الآفاق الهائلة'' التي يفتحها الطريق العابر للصحراء، الذي يربط الجزائر بلاغوس النيجرية، ويتفرع إلى أربع دول عربية وإفريقية أخرى. وأضاف مساهل أن الطريق عند اكتمال أشغاله ڤسيفتح منفذا للجزائر إلى أعماق إفريقيا، وسيجعل منتوجاتها تصل إلى سوق تضم 500 مليون نسمة، وهذا شيء جد هام من الناحية الاقتصادية''. وأضاف المتحدث في سياق عرضه للرهانات الاقتصادية للمشروع، أنه ''سيساهم في جلب المستثمرين الذين ما إن سيعلمون بوجود طريق حتى يتقاطروا على المنطقة، ففي السابق كانت الشاحنة تقطع المسافة ما بين إسبانيا إلى لاغوس في شهر ونصف، لكنها ستقطعها في ظرف أيام قليلة، كما أنه (الطريق) سيحول ميناء جن جن إلى ميناء عبور لمنتجات الدول الإفريقية''. وأشار مساهل، الذي كان يتحدث على هامش أشغال الدورة 52 للجنة الاتصال للطريق العابر للصحراء التي نظمت أمس بفندق الاوراسي بالجزائر العاصمة، وشارك فيها ممثلو كل من مالى والنيجر ونيجيريا وتشاد وتونس إلى البعد الأمني للمشروع، حيث أوضح أن فتح الطريق ''سيتيح لنا معرفة كل من يمر ومن لا يمر عبر هذا المحور''. من جانبه ذكر وزير الأشغال العمومية عمار غول، أن الجزائر ''ستنتقل بعد الطريق العابر للصحراء، إلى الطريق العابرلإفريقيا، مع ربطه بأهم الموانئ والمطارات الجزائرية''، مضيفا أن الدولة ''تعمل على تطوير الطريق إلى طريق سريع، وقد شرعنا في إنجاز 320 كم في هذا الإطار''. ونوّه غول، ضمن هذا السياق، بالبعد التنموي للمشروع، وقال ''الآبار المنجزة في إطار المشروع، ستوجه لفائدة السكان (...) كما فتحنا منافذ من الطريق نحو البلدات الصغيرة التي يمر قربها لفك العزلة عنها، وسيتم خلق مناصب شغل كثيرة، وبعث الحياة بالمنطقة، فضلا عما سيتيحه المشروع من توسيع للتعاون مع دول الجوار''. وتابع المتحدث مشيرا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية،''ستعمل على تحفيز كل الأطراف الممولة، من أجل استكمال الطريق في شطره العابر للنيجر''، ويشار إلى أن الجزائر أنهت أشغال المحور الرابط بين الجزائر العاصمة والحدود مع دولة النيجر، وهو المحور البالغ طوله 4200 كم، في حين لا تزال 223 كم تمثل الشطر العابر لدولة النيجر غير مكتملة، بسبب تواضع الإمكانات المالية لهذا البلد. كما تتفرع عن محور الجزائر لاغوس طرق إلى كل من تونس، ليبيا، موريتانيا ومالي، ويبلغ مجموع طول الطريق بتفرعاته نحو 9000 كم. كما ترافق أشغال محور الجزائر لاغوس؛ أشغال لمد أنبوب الغاز الذي سيصدّر عبره الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر الجزائر، إضافة إلى مد كوابل الألياف البصرية على امتداد هذا المحور.