كشف عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية أن الجزائر ستتقدم بطلب للبنك الإفريقي للتنمية بغرض الحصول على تمويل مالي قدره 180 مليون دولار، سيوجه أساسا لاستكمال شطر الطريق العابر للصحراء (الجزائر- لاغوس) على مسافة تمتد إلى نحو 223 كيلومتر. وأوضح مساهل أمس خلال الدورة 52 للجنة الاتصال الخاصة بالطريق العابر للصحراء المنعقد بنزل الأوراسي بالعاصمة أن الجزائر ستغتنم فرصة انعقاد ندوة الطريق العابر للصحراء منتصف شهر ماي المقبل بالعاصمة النيجيرية نيامي، بغرض مطالبة البنك الإفريقي للتنمية بتمويل ما تبقى من شطر الطريق الصحراوي، للسماح بمباشرة أشغال إنجاز المشاريع المكملة للطريق على غرار أنبوب الغاز العابر للصحراء ومشروع الألياف البصرية التي تربط شمال القارة بجنوبها. وكشف عبد القادر مساهل عن مفاوضات جارية مع اتحاد غرب إفريقيا للاستفادة من إعفاء كلي على الرسوم الجمركية الخاصة بدخول السلع والمنتجات الوطنية إلى هذا التكتل الاقتصادي، متوقعا أن تستكمل المفاوضات خلال السنة الجارية حتى يتمكن المتعاملون الاقتصاديون من الاستفادة من مزايا تفضيلية في التعامل التجاري مع البلدان الإفريقية المنضوية تحت الاتحاد. من جهته، أشار عمار غول وزير الأشغال العمومية إلى الحصيلة الأولية لأشغال تجسيد الطريق العابر للصحراء، حيث أكد إنجاز حوالي 415 كيلومتر من الطريق خلال السنة الماضية، من أصل 2400 كيلومتر تم استكمالها في المحور الرئيسي الرابط بين الجزائر وحدود النيجر، فيما تبقى نحو 223 كيلومتر بسبب نقص التمويل المالي الخاص بنفقات الدراسة والانجاز، مشيرا إلى أن الجزائر عمدت إلى إدخال أحدث التكنولوجيات الخاصة بالطرق وعملت على ترقية 320 كيلومتر من المشروع إلى طرق سريعة. ودعا الوزير غول إلى ضرورة ترقية الطريق العابر للصحراء إلى طريق إفريقي، بربط كل من موريتانيا، ولبيبا إلى الطريق الذي يمر عبر كل من الجزائر، المالي، النيجر، نيجيريا، التشاد، وتونس، مشددا على ضرورة الحصول على أموال إضافية لتمويل الدراسات الاستشرافية المتعلقة بتجسيد الفكرة. وبخصوص التمويل المالي المخصص لانجاز شطر الطريق (الجزائر- لاغوس)، أكد عمار غول أن الجزائر خصصت خلال البرنامج الخماسي 2005- 2009 حوالي 70 مليار دينار لتغطية النفقات المالية الخاصة بأشغال الانجاز، وهو ما مكن من استكمال الخط الرئيسي على مسافة 2100 كيلومتر جنوب حدود النيجر، وتدعيمه بالطرق الفرعية التي تصل المحور الرئيسي بالطريقين الوطنيين رقم 6 و.3 ويتوقع أن تختتم الدورة 52 للجنة الاتصال الخاصة بالطريق العابر للصحراء بالمصادقة على التوصيات النهائية للأمانة العامة حول التسريع في انجاز المشروع، وضمان التنسيق في الأنشطة المختلفة المتعلقة بالانجاز، إلى جانب تأطير خطة عمل مستقبلية لاستكمال الأجزاء المتبقية من المشروع.