أوقفت إذاعة القران الكريم السعودية صاحب الفتوى الشهيرة بجواز إرضاع الكبير الشيخ عبد المحسن العبيكان عن الإفتاء في برامجه اليومي الذي كان يذاع على الهواء مباشرة. ويأتي هذا القرار بعد أيام على إصدار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرا ملكيا يقضي بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء، ومن يتم الإذن بهم الفتوى ممن ترى هيئة كبار العلماء فيهم القدرة على الاضطلاع بالفتوى, ومنع التطرق لشواذ الآراء. وقالت صحيفة "الإمارات اليوم" إن "وزير الثقافة عبد العزيز الخوجة ابلغ العبيكان أن أمر الإيقاف سيستمر حتى يتم استثناؤه من الجهات المعنية بالأمر". وتعرض العبيكان إلى انتقادات شديدة بعد فتواه الشهيرة بجواز إرضاع الكبير مفادها "إذا احتاج أهل بيت ما إلى رجل أجنبي يدخل عليهم في شكل متكرر وهو أيضا ليس له سوى أهل ذلك البيت ودخوله فيه صعوبة عليهم ويسبب لهم إحراجا وبالأخص إذا كان في ذلك البيت نساء أو زوجة فإن للزوجة حق إرضاعه, ثم تراجع عنها وحصرها في حالتين اثنتين إحداهما طفل أخذ من ملجأ لا يعرف له أم ولا أب أو أخ احتاج للسكن مع أخيه المتزوج. وكان مختصون وباحثون انتقدوا بشدة فتوى العبيكان, معتبرين أنها تفتح بابا للفساد والمحاذير الشرعية. كما شمل قرار الإيقاف أيضًا الشيخ علي الركبان كونه متقاعدا من هيئة كبار العلماء, الا ان مصادر من اذاعة القران الكريم قالت إن هناك محاولات تجرى للترخيص للشيخين العبيكان والركبان بتولي أمر الفتوى في الجهات الإعلامية الرسمية خاصة في إذاعة القران الكريم. يشار الى ان قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز جاء ردا على قيام البعض باجتهادات فردية تتخطى اختصاص أجهزة الدولة والمؤسسات الشرعية الرسمية, ولاسيما ما يتعلق بالدعوة والإرشاد، وقضايا الاحتساب وغيرها.. وكانت ظهرت في السعودية دعاوى سابقة من عدد من الكتاب والمفكرين في السعودية للتصدي إلى "فوضى الفتاوى" التي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، وكان من نتائجها تلك الفتاوى التكفيرية التي أدت إلى استباحة الدماء وقتل الأبرياء والشروع في تدمير الممتلكات والمنشآت.