أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام أمام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الجلسة التقييمية لقطاعه، انه تم تسطير برنامج واسع بهدف المحافظة على المرجعية الدينية الوطنية ومكافحة الأفكار المتطرفة. وذكر غلام الله للرئيس بأن ضمن برنامج عمل الوزارة تم وضع وتنفيذ برنامج خاص يهدف الى ''تكريس أسس المرجعية الدينية الوطنية وتأمين المجتمع من الأفكار التي تهدد وحدته، وذلك برفع مستوى الوعي الوطني الديني والتكفل الروحي بأبناء المجتمع''. وفي هذا السياق، شدد الرئيس بوتفليقة في تدخله، حسب ما أوضحه بيان لرئاسة الجمهورية، تضمن تفاصيل الجلسة التي نظمت يوم 6 سبتمبر الجاري على ضرورة "المواظبة على تعبئة الطاقات الوطنية من خلال المساجد ونظام التعليم والبحث ووسائل الإعلام قصد تعزيز إعادة البناء الوطني وتكريس المصالحة الوطنية وتمكين الشعب الجزائري من أن يعزز وحدته ويواصل إسهامه القيم في تحسين صورة الإسلام في العالم''. ومن جهة أخرى، بيّن وزير الشؤون الدينية والأوقاف خلال عرضه جميع العمليات التي تم تنفيذها منذ السنة الماضية، حيث اشار الى تقدم المشاريع والأعمال التنموية المسجلة ضمن الاستراتيجية الوطنية للتنمية، وأبرز الجهود الرامية إلى المحافظة على قيم الإسلام وترقيتها بالنظر إلى المكانة الرائدة التي يحتلها المسجد في المجتمع ودوره الإشعاعي على الصعيد الوطني في مجال التوجيه والإرشاد، ومن حيث هو مركز إشعاع ووحدة وانسجام في إطار مهمته الدينية. وأوضح غلام الله ان الوزارة ستواصل في الجهد المبذول لتكوين الأئمة بهدف ترقية خطاب ديني يساهم في تعزيز الحس الديني السليم وتنمية مشاعر الأخوة والتسامح وترقية ثقافة المواطنة. وأضاف ان الوزارة باشرت كذلك برامج تهدف الى تشجيع النشاط النسوي في مجال الإرشاد الديني والتعليم القرآني على مستوى المساجد والمدارس القرآنية، وترميم المعالم الدينية والمساجد الأثرية وصيانتها، ودعم الزوايا العاملة لتمكينها من مواصلة مهمتها المتمثلة في التربية الدينية وتعليم القرآن، وتسهيل استفادة الباحثين الشباب من العلوم الإسلامية والتربية الدينية الأصيلة، ودعم وتأطير المساجد لفائدة أفراد الجالية الوطنية في الخارج من خلال تعيين أئمة ومرشدات ومرافقة نشاط الجمعيات الدينية القائمة على هذه المساجد. كما اشار من جهة اخرى الى كل العمليات التي ترمي الى الاهتمام بالجالية الوطنية بالخارج من خلال ''جمع أعضاء الجالية عبر المساجد للمحافظة على الهوية الوطنية وإقامة روابط متينة بين أعضاء الجالية المهاجرة وبينها وبين أصولها عن طريق تعلم اللغة الوطنية والتاريخ الوطني وقيم الإسلام''. وفي الشق المتعلق بالأوقاف، كشف الوزير عن إعداد بطاقية وطنية للأوقاف في الجزائر، ومنها الشروع في التسوية القانونية للنزاعات المرتبطة بالأوقاف، وإطلاق ومواصلة مشاريع استثمارية في مجال الأوقاف تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. كما شهدت مداخيل صندوق الزكاة تحسنا محسوسا يفرض عليه الاستمرار في تحسين تجاوبه مع كل من المزكين ومستحقي الزكاة. وشكل التحضير لموسم الحج موضوع عمل جماعي ينفذه الديوان الوطني للحج والعمرة من خلال تطبيق القرارات والإجراءات الرامية إلى تحسين خدمات بعثة الحج لاسيما في مجال الإرشاد الديني ومرافقة الحجاج لتمكينهم من أداء مناسك الحج على الوجه الشرعي المطلوب وفي ظروف حسنة.