عشية انطلاق أول بطولة احترافية في الجزائر بمناسبة الموسم الكروي الجديد 0102-0102 ، وجه محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم رسالة إلى الأندية الجزائرية عموما والى الأندية المحترفة التي ستنشط البطولتين الاحترافيتين الأولى والثانية على وجه الخصوص بداية من هذا الجمعة الذي سيعرف إجراء ''اللقاء الافتتاحي'' بين شبيبة بجاية وأولمبي الشلف على السابعة مساء. وفي الرّسالة التي نشرت على الموقع الرسمي للفاف، هنّأ روراوة الجمهور الرياضي الجزائري بهذه الخطوة التي تدخل ضمن مسعى تطوير الكرة الجزائرية مذكرا أنها أتت استجابة لمطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم ومتطلبات كرة القدم العصرية. "إن هذه الخطوة إنما هي ثمرة جهود جبارة بذلتها إطارات الاتحادية بالتنسيق مع رؤساء الأندية طيلة السنة الماضية نزولا عند الشروط التي وضعها الاتحاد الدولي وكذا الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم للنوادي حتى تستطيع المشاركة في المنافسات العالمية والإفريقية'' يقول روراوة في بداية حديثه للنوادي. ولم يخف القائم على الفاف ارتياحه للنتائج التي وصلت إليها مصالحه في هذا المجال شاكرا كل رؤساء الأندية ''الذين تجاوبوا ومطلب الاحتراف وكذا المستثمرين في الشركات ذات الأسهم والتي ستؤطر حركة النادي ضمن البطولة المحترفة''. وذكّر روراوة في رسالته بأن الاتحاد الجزائري لكرة القدم لن يقدم أي إجازة تثبت احترافية أي فريق للموسم المقبل 1102-2102 إلا للفريق الذي يستوفي الشروط المتعلقة بذلك خصوصا ما تعلق بدفتر الشروط الخاص بالأندية المحترفة وهذا بعد موافقة مصالح الاتحادية الدولية لكرة القدم وكذا الهيئة القارية ''كاف'' وركز روراوة في رسالته على حيثية أن مشروع الاحتراف في الجزائر إنما تحقق بفصل الإرادة السياسية المتمثلة في رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي دعم الفكرة ماديا ومعنويا ووضع كل الإمكانات المالية والتجهيزية في سبيل تحقيق هذا الهدف. ولم يغفل الحاج محمد روراوة الحديث عن النوادي التي لم تستطع التوجه إلى عالم الاحتراف، مذكرا أن الاتحادية الجزائرية لن تدخر جهدا في سبيل ترقية النشاطات التي تدعمها هذه الأندية، مذكرا أن الأندية الهاوية إنما هي خزان للأندية المحترفة وللرياضة النخبوية عامة، وعلى أساس ذلك-يواصل روراوة- وضعت الاتحادية على عاتقها مهمة دعم هذه الأندية في إطار برنامج وطني للنهوض بكرة القدم الهاوية عن طريق التكوين الدوري للقائمين عليها وللشباب بتنظيم منافسات دورية كلما سنحت الفرصة لذلك. واختتم روراوة رسالته بشكر القائمين على كرة القدم الجزائرية وحثهم على العمل بمعيّة الهيئة التي يشرف عليها. ولعل الملفت في مراسلة رئيس الاتحاد الجزائري للكرة أنه لم يذكر ولو بإشارة إلى ال782 ناد قرروا مقاطعة الموسم الكروي 0102-1102 بسبب ادعائهم ظلم الاتحادية لهم بخصوص ملفات الاحتراف، وهذا يدل على النية في الخوض في الموسم الرياضي دون الأندية المقاطعة حيث أعلن رؤساء ثمانية وعشرين (82) ناديا من أندية قسم الهواة - وفق التنظيم الجديد- مقاطعتهم للدوري الجزائري المحترف في موسمه الجديد احتجاجا على ما وصفوه ب''تعنت رئيس الاتحاد محمد روراوة وتهميشه لهم''. وجاء الاتفاق على خيار المقاطعة بعد استنفاد جميع الحلول منذ تم الكشف عن نظام الاحتراف الجديد الذي سيبدأ العمل به الجمعة، ما أدى إلى تهميش وإقصاء عدد من الأندية وجدت نفسها فجأة ضمن ''قسم الهواة''. ومعلوم ان نظام دوري المحترفين اعتمد رابطة أولى (أندية الدرجة الأولى سابقا) وثانية للمحترفين بينما، أبقى بقية الأندية حتى من الدرجة الثانية في النظام السابق، خصوصا تلك التي لم يسعفها الحظ للتحول إلى شركات تجارية والاستجابة لشروط الاحتراف، ضمن القسم الثاني للهواة. وأوضح بيان للأندية المقاطعة أن القرار يأتي بسبب رفض رئيس اتحاد الكرة الاستجابة لمطلبهم الرئيس ممثلا في إقامة بطولة القسم الثاني بثلاث مجموعات وفقا لقرارات الجمعية العامة لاتحاد الكرة المقامة جوان 9002. وشدد المحتجون على أن أعضاء الجمعية العامة لاتحاد الكرة أوصوا في الاجتماع المذكور بإقامة قسم ثان بثلاث مجموعات بدلا من بطولة القسم الثاني المحترف وبطولة القسم الثاني الهاوي بمجموعتين مثلما يريد الإتحاد تطبيقه في الموسم الجديد. وتضع هذه الخطوة مشروع الاحتراف، الذي بادر به روراوة، على كف عفريت ما قد يعرض المشروع برمته، الذي أولته الحكومة عناية خاصة، للتعطيل ما يعني ضربة موجعة لرئيس الاتحاد في ظل إصرار هذه الأندية على المضي في قرارها وتطبيقه على جميع الفئات بدءا من فرق المدارس إلى الفرق الأولى بما مجموعه 0053 رياضي سيكونون بلا منافسة هذا الموسم في حال تم تجسيد التهديد فعليا. وفي أول رد فعل على قرار المقاطعة، أبدى الرجل الثاني باتحاد الكرة محمد مشرارة، الذي يشغل منصب رئيس الرابطة الوطنية للكرة، أسفه للقرار مؤكدا إبقاء أبواب الحوار مفتوحة أمام الجميع. وأوضح مشرارة، الذي قاد بنفسه آخر مفاوضات إقناع رؤساء الأندية بتطبيق النظام الجديد نيابة عن رئيس الاتحاد، أنه تم عقد اجتماع تشاوري مع رؤساء وممثلي الأندية الهاوية للاستماع لانشغالاتهم بعد شرح جميع المعطيات المتعلقة بالنظام الاحترافي الجديد، بيد أن ذلك لم يكن كافيا لإقناعهم بالإنحراط في المسعى الجديد. وأضاف أن الأندية الهاوية حرة في قرارها، لكنه شيء مؤسف أن يصل الأمر إلى حد المقاطعة''، مشددا على أن ''أبواب الحوار ستظل مفتوحة أمام جميع الأندية''.