شلا تزال القبضة الحديدية متواصلة بين أندية قسم ''الهواة'' والاتحادية، وقد أخذ هذا الصراع منعطفا آخر بعدما رفضت هذه الأندية إجراء الجولة الأولى من البطولة التي كانت مبرمجة أول أمس الجمعة، حيث رفضت الانصياع لأوامر ''الفاف'' والرابطة، رغم قيام هذه الأخيرة بتعيين حكام المباريات في ذات اليوم، وهو ما يعد تحديا آخر في وجه الهيئة الفدرالية التي تحاول بشتى الطرق الخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه، على حد تعبير كثير من رؤساء الأندية الذين تحدثنا معهم في الموضوع. ووقع خيار المقاطعة من هذه الأندية بعد استنفادها جميع الحلول التي اقترحتها على الاتحادية، وجاء في البيان الأول الذي أصدرته أن موقفها يأتي بعد رفض رئيس ''الفاف'' محمد روراوة مطالبها المتمثلة في إقامة بطولة القسم الثاني بثلاث مجموعات، وفق ما قررته الجمعية العامة العادية للاتحادية المنعقدة في شهر جوان ,2009 علما أن النظام الجديد للبطولة اعتمد الاحتراف بترسيم مجموعتين ممثلتين في رابطتي الاحتراف، وأبقى على الأندية الأخرى في نظام الهواة وهو الإجراء الذي ترفضه الأندية المحتجة وتعتبره خرقا صارخا لقرارات الجمعية العامة الأخيرة ل''الفاف''. ورغم الاجتماعات التشاورية التي وقعت بين رئيس الرابطة الوطنية محمد مشرارة وممثلي هذه الأندية، إلا أن الوضع بقي يراوح مكانه وأصبح الحوار بين الطرفين في طريق مسدود. وفي آخر محاولة من ''الفاف'' والرابطة الوطنية لإرغام هذه الأندية على الرجوع إلى الشرعية، اقترحت إعادة هيكلة الرابطة الثانية المحترفة إلى عدة أقسام تلتحق بها في الموسم القادم جميع الأندية المشكلة حاليا لبطولة الهواة، لكن بشرط أن تستجيب لدفتر شروط الاحتراف حيث سيعرض هذا الاقتراح على الجمعية العامة القادمة ل''الفاف''، غير أن الأندية المقاطعة للمنافسة تحفظت على هذا الاقتراح، وذكرت أن جميع القرارات الخاصة بتغيير نظام المنافسة تم اتخاذها في السابق خلال اجتماعات المكتب الفدرالي، وعبرت عن اندهاشها من أن ''الفاف'' ستعرض على الجمعية العامة قرارها بإنشاء عدة مجموعات للرابطة الثانية للاحتراف. الأندية المقاطعة ترفض المشي في هذا الاتجاه خوفا من الوقوع في فخ الاتحادية بعد أن رفض في السابق رئيسها محمد روراوة الدخول معها في حوار، وأدركت أن الرجل الأول في ''الفاف'' لا يريد سوى إخضاعها لمنطقه، وهو ما جعلها تستنجد بالمسؤول الأول عن قطاع الرياضة، السيد الهاشمي جيار، حيث وجهت له أول أمس رسالة مفتوحة بينت فيها موقفها والأسباب التي جعلتها تقرر مقاطعة المنافسة. وحسب مصادر ملمة بهذا الملف، فقد يتم استقبال ممثلي الأندية المقاطعة اليوم من طرف الوزير، الذي طلب من مصالحه النظر عن قرب في هذه القضية التي أسالت الكثير من الحبر وتركت الجمهور الرياضي بصفة عامة والكروي بصفة خاصة، يتابع تطوراتها بكثير من الدهشة والاستغراب، ذلك أنه لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية نشاهد مقاطعة رياضية من هذا الحجم قد تضع اتحادية كرة القدم ورئيسها محمد روراوة في مأزق حقيقي، لا سيما وأن هذا الأخير يوجد تحت ضغط كبير لم يسبق أن تعرض له من قبل، وهو ما يفسر بشكل واضح حالة التوتر الموجودة بينه وبين رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي الذي اتهمه بالتسلط وسوء التسيير، إلى درجة أن الرجل الأول في بيت ''الكناري'' تنبأ برحيل روراوة في الأسابيع القادمة. ولا شك أن الضغط على رئيس ''الفاف'' سيزداد عند عودة المنتخب الوطني إلى منافسات تصفيات كأس أمم إفريقيا بمناسبة المباراة التي سيجريها ''الخضر'' ضد إفريقيا الوسطى، إذ أن أي تعثر لزملاء بوقرة في بانغي سيزيد من متاعب روراوة.