لنفض الغبار على التراث السينمائي العربي المغيّب سيعرض برنامج خرائط الذات من خلال مهرجان ابوظبي السينمائي المزمع تنظيمه خلال الفترة الممتدة من 14 الى 23 اكتوبر المقبل أربعة افلام عربية شكلت بصمة مميزة بالمشهد السينمائي العربي وهي: ''اليازرلي'' (سورية، 1972)، ''المومياء'' (مصر، 1973) ، ''سجل اختفاء'' (فلسطين، 1996)،''يد إلهية'' (فلسطين، 2002).سيعرض فيلم اليازرلي للمخرج قيس الزبيدي (العراق، سورية، 1972)، الذي عرض لمرة واحدة فقط في سورية، وهو فيلم يمضي في تتبع دواخل فتى وما يمليه عليه مصيره المحفوف بالفقر والعمل الشاق من اضطرابات. وهو يعتبرمن الأفلام التي لم تنل فرصتها بعروض وافية. أما فيلم ''المومياء''،''ليلة أن تحصى السنين'' (مصر، 1973) للمخرج شادي عبد السلام، فيعتبر أكثر أفلام سينما المؤلف المصرية شهرةً، وقد تم ترميمه من قبل مؤسسة ''سينما العالم'' و''سينماتك بولونيا''. كما تتضمن المختارات أيضاً فيلمين للمخرج الفلسطيني المعروف إيليا سليمان، أولهما ''سجل اختفاء'' (فلسطين، فرنسا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، ألمانيا، 1996)، وهو الفيلم الروائي الأول للمخرج، ويسلط الضوء على جوانب من الحياة في الناصرة والقدس في سلسلة من المقاطع السينمائية السريعة التي حملت بعض التأملات والانتقادات بأسلوب تهكمي ساخر، ما جعله وعلى نطاق واسع محل مقارنة بأعمال المخرج الفرنسي جاك تاتي. أما الفيلم الثاني ''يد إلهية'' (فلسطين، فرنسا، المغرب، 2002) فهو الفيلم الفلسطيني الأول الذي يتم اختياره للعرض ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي، ويتمحور هذا الفيلم حول شخصيات عديدة تعيش في الناصرة والضفة الغربية والقدس تتشابك مصائرها في صراعها للمحافظة على مظهر يوحي بحياة طبيعية. تأتي هذه الخطوة ضمن برنامج جديد ينتجه مهرجان ابو ظبي السينمائي بالشراكة مع متحف الفن الحديث (MoMA) ومؤسسة آرت إيست في نيويورك وستكون هذه المبادرة السينمائية تحت عنوان: التجريب في السينما العربية منذ الستينيات وحتى الآن وهذا من خلال التركيز على أفلام عربية ذات بنى فردية وجمالية وإبداعية. وتأثر المخرجون العرب بما ساد في ستينيات القرن الماضي من تجريب وانفتاح على المغايرة بما شكل موجة طليعية شملت شتى أنواع الفنون، الأمر الذي أدى إلى تقديم صياغات جديدة على مستوى الشكل والمضمون بعيدة كل البعد عن التقليدية والتجارية، والتأسيس لمفردات سينمائية ذاتية امتازت بالجرأة. هذه الأفلام ستعرض في متحف الفن الحديث (MoMA) في كل معرض سنوي يقيمه، إضافة إلى تنقلها بين مهرجان أبوظبي السينمائي ومتحف تيت مودرن للفن الحديث في لندن، ومن ثم تجوالها في بلدان الشرق الأوسط والعالم.