أوقفت مصالح مكافحة الإرهاب الفرنسية أمس، 21 شخصا ينتمون إلى ''الأوساط الإسلامية''، على ذمة قضيتين مختلفتين.وحسب وكالة ''فرانس برس''، فإنه جرى توقيف ثلاثة أشخاص، لصلتهم بشخص أوقفته مصالح الأمن الإيطالية، فيما أوقف التسعة الباقون، في إطار تحقيق يجريه قاضي مكافحة الإرهاب بباريس. ونقلت الوكالة عن مصدر مقرب من التحقيق، أن تزامن العمليتين ''هو مجرد صدفة''. وأفادت ''فرانس برس''، أنه تم توقيف ثلاثة أشخاص على مقربة من مدينة بوردو وبمرسيليا، وهذا بعد أن تم العثور على بياناتهم ضمن أغراض ''إسلامي'' أوقف السبت بإيطاليا، وهو مطلوب لدى القضاء الفرنسي. وقد قام بالعملية الأولى عناصر تابعة للمديرة المركزية للاستعلامات الداخلية، للاشتباه بصلتهم بالشخص الموقوف بمدينة نابولي الإيطالية، وهو شاب بالغ من العمر 82 سنة، عثر بحوزته على عتاد لصناعة المتفجرات، وقد عاد منذ مدة من المنطقة القبلية الواقعة على الحدود بين أفغانستان وباكستان، حيث يكون قد شارك في أعمال قتالية. ويسعى القضاء لاستجوابه بخصوص ''الشبكات الأفغانية''، وهو الاسم الذي يطلق على المقاتلين، الذين حاول بعضهم دخول أوروبا الغربية. أما بخصوص عملية توقيف الأشخاص الستة، فقد جرت بمرسيليا وضاحيتها، وكذا بأفينيون، وهذا ضمن تحقيق في قضية ''تشكيل جمعية أشرار مرتبطة بمنظمة إرهابية''، وتم خلال عملية التوقيف ''حجز عدد من قطع الأسلحة، من بينها كلاشنيكوف وبندقية بمضخة، وكمية كبيرة من الذخيرة''. وقد تمت العملية الثانية، بناء على إنابة قضائية من أحد قضاة التحقيق المتخصصين بمكافحة الإرهاب بباريس، وتولت تنفيذها عناصر من نيابة مديرية مكافحة الإرهاب، وكذا المديرية المركزية للشرطة القضائية، بدعم من مصلحة الشرطة القضائية لمرسيليا. وكانت دول أوروبية عدة، قد شددت من الإجراءات الأمنية خاصة في المناطق السياحية وأماكن التجمعات بعد تحذيرات واشنطن لرعاياها مما وصفته هجمات إرهابية محتملة. ففي فرنسا على سبيل المثال؛ انتشرت قوات خاصة في محيط أشهر الأماكن السياحية مثل برج إيفل ومتحف اللوفر. كما انتشرت قوات الأمن في مناطق التجمعات والمحطات الرئيسية لوسائل النقل في عدة دول منها بريطانيا وألمانيا. وأصدرت الخارجية الأمريكية تحذيرا للأمريكيين في أوروبا مما وصفته بهجمات إرهابية محتملة، وجاء في التحذير أن وسائل المواصلات العامة وأماكن التجمعات والمناطق السياحية قد تكون هدفا لهجمات يخطط لها تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به. ورغم إصدار السلطات في دول عدة، بيانات رسمية تؤكد جدية التحذير الأمريكي، وتأكيدها صدوره بعد تعاون بين السلطات المعنية، إلا أن كثيرا من المراقبين ينظرون بتوجس شديد إلى تلك التحذيرات التى عمرها أشهر عديدة، ويشككون في مصداقيتها، مستندين إلى سوابق أمريكا وأجهزتها، وفشلها في التنبؤ بالاعتداءات، كما كانت الحال مع هجمات 11 سبتمبر 1002، رغم تلقيها تحذيرات من فرنسا وألمانيا. كما يؤاخذ على أجهزة الاستعلامات الأمريكية إصدارها تحذيرات ثبت أنها غير مؤسسة، ويعاب أيضا على أدائها؛ المعلومات غير الدقيقة، التي تجمعها عن أماكن اختباء قياديي ما تسميهم القاعدة في أفغانستان ووزيرستان الباكستانية، حيث يتم قصف مبان ومواقع مدنية، تضم سكانا مدنيين، بناء على تقارير استخباراتية غير دقيقة، تؤكد أن تلك المواقع تابعة لطالبان ونشاطات القاعدة في المنطقة والأمثلة على ذلك عديدة.