هاجم عناصر من حركة «طالبان» بينهم انتحاريون ليل الثلثاء – الاربعاء قاعدة باغرام العسكرية التابعة للحلف الاطلسي (ناتو) والتي تديرها القوات الاميركية شمال كابول، واسفرت المعارك عن مقتل 11 متمرداً وجرح 9 من جنود «الناتو»، كما افادت قيادة القوات الاجنبية. وجاء الهجوم الجريء على قاعدة باغرام الجوية والذي تواصل في شكل متقطع حتى منتصف النهار، بعد ايام على توعد «طالبان» بشن سلسلة عمليات «جهادية» تشمل هجمات واعتداءات واغتيالات ضد القوات الاجنبية رداً على العملية التي يتوقع ان تستهدف معقلها في ولاية قندهار الشهر المقبل. وجاء ايضاً غداة تفجير انتحاري سيارة مفخخة على طريق قرب البرلمان، ما ادى الى مقتل خمسة جنود اميركيين وكولونيل كندي و12 افغانياً، ما يعكس تزايد دقة عمليات المتمردين، مع العلم ان القاعدة كانت استهدفت بتفجيرات امام مدخلها في آذار (مارس) 2009 اسفرت عن سقوط جرحى من المارة. وبدأ الهجوم على القاعدة التي تبعد 60 كيلومتراً من كابول بتفجير انتحاريين انفسهم قرب بواباتها من دون ان ينجحوا في اقتحامها بفضل الرد السريع للجنود وبينهم افغان وتدخل مروحيات اميركية قتالية، فيما اطلق المتمردون صواريخ وقنابل يدوية واسلحة رشاشة خارج القاعدة. واشار الحلف الى سقوط احد هذه الصواريخ داخل القاعدة، ما تسبب في اضرار محدودة. وحدد ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان» عدد المهاجمين ب 20 تقدموا من الجهتين الشرقية والغربية للقاعدة، مشيراً الى تفجير اربعة انتحاريين احزمتهم الناسفة. وفي جنوبافغانستان، قتل جندي من الحلف الاطلسي في انفجار عبوة يدوية الصنع، ما رفع الى 211 عدد الجنود الاجانب القتلى في افغانستان هذه السنة، فيما جرح اربعة جنود دنماركيين في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور آليتهم المدرعة في ولاية هلمند (جنوب). وسجلت 18 اصابة في صفوف القوات الدنماركية منذ مطلع الشهر الجاري، بسبب هجمات متمردين او انفجار عبوات، مع العلم ان حوالى 750 جندياً دنماركياً ينتشرون في افغانستان معظمهم في هلمند (جنوب)، حيث يخضعون لقيادة بريطانية. الى ذلك، أفادت صحيفة «اندبندانت» بأن القوات الأميركية في هلمند ستخضع للقيادة الأميركية في اطار خطة اعادة هيكلة جذرية استعداداً لمعركة قندهار. وسيشمل اجراء نقل القيادة مدناً مثل كاجاكي وسانغين، حيث قُتل أكبر عدد من الجنود البريطانيين في القتال ضد قوات «طالبان»، في اطار استراتيجية جديدة اعتمدها الحلف الأطلسي بعد مفاوضات مطولة بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا والدول المساهمة الرئيسة في قوات الحلف. على صعيد آخر، أعلن مارك سيدويل الممثل الديبلوماسي للحلف الاطلسي في افغانستان ان جهود المصالحة مع المتمردين مهمة لاستقرار هذا البلد، لكنه حذر من اي مساومات مع الفصائل المتشددة في «طالبان». وقال: «يؤيد المجتمع الدولي مسعى الرئيس حميد كارزاي للتواصل مع اعضاء طالبان الذين يرحبون بنبذ العنف»، مع العلم ان كابول ستستضيف نهاية الشهر الجاري مؤتمراً للمجلس الأعلى للقبائل من اجل عرض مشروع خطته للتفاوض مع الحركة. واضاف «لن يتحقق الاستقرار في افغانستان إذا اقتصر الامر على عقد صفقة جانبية مع اعضاء في طالبان أو فصائل معينة فيها تساوم على هذه الحقوق، لأنه في هذه الحالة لن تقبل فصائل اخرى النتيجة. لذا لا بد من ايجاد تسوية شاملة تحترم حقوق الجميع». وفيما تقترح خطة كارزاي للسلام دمج افراد من «طالبان»، وحذف اسماء قادة المتمردين من لائحة للأمم المتحدة للإرهابيين المطلوبين وربما منح بعضهم اللجوء في الخارج، رأى سيدويل ان المصالحة ستكون صعبة «لكننا نعتقد جميعاً أنها عنصر مهم في جلب الاستقرار للبلاد». ورفضت طالبان في مناسبات مختلفة مبادرات السلام التي طرحها كارزاي قائلة إنها لن تنخرط في اي محادثات سلام في ظل بقاء القوات الأجنبية في افغانستان. وفي باكستان، اعلن مسؤولون مقتل 61 متشدداً و4 جنود في هجوم شنه اكثر من 200 من مقاتلي «طالبان» على موقع تفتيش في منطقة اوراكزاي القبلية (شمال غرب) التي يشن الجيش منذ شهرين عمليات كثيفة فيها. وأوضحوا ان المتشددين خرجوا من جبال تغطيها غابات لمهاجمة نقطة التفتيش في منطقة دوباري باستخدام قاذفات صاروخية واسلحة، فيما استخدمت قوات الامن دبابات لصدهم.