يعتزم أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، برمجة سلسلة جديدة من الزيارات الميدانية إلى الولايات، بعد تلك التي فرغ منها مؤخرا، وقادته إلى كل من تيبازة، عين تيموشنت، تيارت، وتمنراست، حيث نشط تجمعات جهوية، جمعته بإطارات ومناضلين من الحزب. وحسب مصادر قيادية من الأفلان، فإن قرار تنظيم خرجات ميدانية جديدة، جاء بعد توالي التقارير عن الصعوبات التي لقيها المشرفون الذين عينتهم قيادة الحزب، لتولي شرح مضامين لوائح ومقررات المؤتمر التاسع للحزب ودورة لجنته المركزية. حيث واكبت الكثير من الاجتماعات التحسيسية، التي ترأسها المشرفون وعددهم حوالي 60 من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي، صدامات وخلافات شديدة وسط المناضلين، وقيادات الحزب المحلية، على خلفية ما يقول المحتجون إنه إقصاء تعرضوا له لحرمانهم من حضور تلك اللقاءات. ويعتزم بلخادم من خلال زياراته المرتقبة، الإلقاء بكامل ثقله الشخصي، لحلحلة الأمور وفسح المجال أمام عملية تجديد الهياكل القاعدية للحزب في أحسن الظروف، رغم أن التجمعات الجهوية، التي أشرف عليها قبل أيام، تسببت هي الأخرى في حدوث مناوشات وخلافات حادة، بسبب منع مناضلين وإطارات من حضورها، من قبل مسؤولين محليين للحزب. وسيباشر بلخادم النزول إلى الولايات، عقب عملية تقييم العملية التحسيسية، التي انطلقت في العاشر من ماي الجاري، وانتهت في ال 20 منه، وأعد المشرفون عليها تقارير عن سيرها، وعن انطباعاتهم التي كونوها من خلال احتكاكهم بالقواعد النضالية، ليتم رفعها إلى المكتب السياسي من طرف قطاع التنظيم. ولا يمكن فصل توجه بلخادم إلى العمل الميداني المكثف في هذه المرحلة، عن عملية تجديد الهياكل القاعدية للحزب، التي تنطلق في الفاتح من شهر جوان الداخل، على أن تختتم في نهاية أكتوبر، بالنسبة للقسمات، فيما تنطلق عملية عقد الجمعيات العامة للمحافظات، في شهري نوفمبر وديسمبر القادمين. حيث سيتولى أمين عام الحزب متابعة العملية، التي جند في إطارها 195 من أعضاء اللجنة المركزية، للإشراف على شقها المتعلق بالقسمات. وترجح بعض المصادر من الحزب، أن تتعدى عملية تجديد الهياكل، آجالها المرسومة من القيادة، لجملة من الاسباب، من بينها تزامن العملية مع موسم العطل، وكذا شهر رمضان المعظم، الذي يتميز بتعطل أوجه النشاط كافة، إضافة إلى الخلافات والصراعات التي ستصاحب هذه العملية، كتلك التي شهدتها سابقتها، أسفرت عن بقاء سبع محافظات عالقة إلى حد الساعة، رغم مضي خمس سنوات على العملية. ويتعين على قيادة الحزب استيعاب وتسيير التدافع المحموم، على عضوية الهياكل القاعدية الجديدة، وهو التدافع الذي تغذيه حمى الاستحقاقات الانتخابية المحلية والتشريعية للعام ,2012 وفي هذا السياق، تتجه قيادة الحزب، إلى اعتماد انخراطات العام 2009 لوحدها، في عملية تجديد الهياكل، وعدم الاعتداد بانخراطات ,2010 وهذا لقطع الطريق أمام عمليات الانخراط الجماعية، التي يتولى تنظيمها طامحون إلى السيطرة على هياكل الحزب المحلية، للحصول على الأغلبية في الجمعيات العامة الانتخابية، مما سيمهد أمامهم الطريق للوصول إلى قوائم الحزب التي سيدخل بها التشريعيات والمحليات. وتجدر الإشارة إلى أن أعضاء المكتب السياسي للأفلان، معنيون بدورهم بالعمل الميداني حيث يرتقب أن يباشروا زيارات ميدانية إلى الولايات، وهذا بناء على توجيهات بلخادم الذي ألح على ضرورة اتباع هذا المنهج، ونُقل عنه قوله لأعاضاء المكتب في أحد الاجتماعات ''عليكم أن تقضوا ثلاثة أسابيع في الميدان، مقابل كل أسبوع تقضونه بالمقر المركزي للحزب''