اثمرت الإتّفاقية المبرمة بين الكشّافة الإسلامية والإدارة العامّة للسّجون عن ادماج51 حدثا إجتماعيّا بين المفرج عنهم والمتواجدين داخل المؤسّسة العقابيّة بالبليدة، حيث ساهم تأسيس فوج الأمل داخل الحصن العقابي الذي يعدّ الأوّل من نوعه وطنيّا ودوليّا في تطليق الأحداث لعالم الإنحراف وولوج الحياة الإجتماعية السليمة. أبرزت الخطوة النّوعية التي بادر إليها فوج الفرسان للكشافة الإسلامية بالبليدة بفضل التّسهيلات التي قدّمها القائمون على سجن البليدة، فعالية ودور الإتفاقية التي أتت نتائجها بعد عام من تأسيسهم للفوج الكشفي ''الأمل''. أعضاؤه هم من نزلاء قسم الأحداث بالمؤسّسة العقابية بالبليدة، حيث ساهمت المبادرة التي يشرف عليها المركز الكشفي لتنشيط وإدماج الشّباب على مستوى محافظة ولاية البليدة في متابعة 51 حدثا من المسجونين نفسيّا وإجتماعيّا ودينيّا عن طريق تقديم نشاطات ثقافية وترفيهية وعلمية مكّنت الأحداث من إعادة الأمل في نفوسهم بعدما يئسوا من حياةٍ فَرضت عليهم الولوج في عالم الإنحراف، وأشار مؤسّس فوج الأمل القائد إيدير ''عملنا يبدأ بتقبّلنا للسجين على اختلاف ظروفه، ومن ثمّ تهيئته وإعادة إدماجه إجتماعيّا''، الأمر الذي سهّل من إكتساب الثقة داخل نفسيّة الحدث الذي كان يشكّل بالأمس خطرا على أمن المؤسّسة العقابية ''لتتغيّر النظرة ويتغيّر المبدأ بعد عام من التجربة إلى سلوك إيجابي تفاعلي، حيث أثبت الحدث جدارته في نيل وسام الاعتدال والرّجوع إلى الحياة الإجتماعية السليمة، وهو ما أكّده لنا أحد الأحداث المفرج عنهم -عبد القادر الذي أطفأ شمعته 18 قبل أيام فقط من مغادرته سجن البليدة _ ''إنضمامي لفوج الأمل قادني لعالم لم أعهده في محيطي الإجتماعي الذي أجبرني على الإنغماس في عالم الإنحراف'' مضيفا ''لقد حظيت بمجرّد خروجي بدورة تكوينية في مجال النجارة وأعمل بإحدى الورشات إلى جانب إلتحاقي بفوج كشفي أمارس فيه نشاطاتي''. وفي هذا الشّأن أفاد القائد إيدير أنّ متابعة المسجونين تتعدّى أبواب الحصن العقابي حيث يحرص المركز الكشفي على إلتحاق الأحداث المفرج عنهم بالأفواج الكشفية التي تضمّها بلدياتهم إلى جانب إدماجهم في عالم الشغل. تجدر الإشارة أنّ الوفود الكشفية العربية أكدت عزمها المضيّ على الخطوة الإيجابية التي حققها فوج الأمل خلال الزّيارة التي قادتهم إلى ولاية البليدة على هامش الندوة العربية التي انعقدت مؤخرا .