أفرجت إسرائيل عن عدد من النشطاء والصحفيين الذين كانوا على متن أسطول الحرية، في حين لا تزال تحتجز العدد الأكبر منهم في سجن ببئر السبع في صحراء النقب. ورحلت إسرائيل عبر مطار بن غوريون في اللد 45 متضامنا ممن وافقوا على ترحيلهم، منهم عدد من المتضامنين الأجانب والدبلوماسيين. وقالت المتحدثة باسم شرطة الهجرة سابين حداد إن 682 شخصا من 42 بلدا كانوا على متن السفن الست التي تم قطرها إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، وإن 45 فقط منهم وافقوا على ترحيلهم واستقلوا الطائرة الاثنين والثلاثاء. وأوضحت أن الباقين اقتيدوا جميعا إلى سجن بئر السبع جنوب إسرائيل، حيث سيتخذ قضاة هجرة الإجراءات القانونية اللازمة لترحيلهم، مضيفة أن "الإجراءات القانونية لن تستغرق أكثر من أيام". ترحيل ومحاكمات ويصل إلى الأردن عبر جسر الملك حسين 121 متضامنا من دول لا تقيم علاقة مع إسرائيل، بينهم ثلاثة من صحفيي الجزيرة وهم عثمان البتيري وعلي صبري ومحمد فال، إضافة إلى سبعة جرحى بينهم لبنانيان هما هاني سليمان ونبيل حلاق. وقال مراسل الجزيرة في عمان ياسر أبو هلالة إن المفرج عنهم هم من الأردن ولبنان واليمن والجزائر وموريتانيا والمغرب وعمان والبحرين والكويت وماليزيا وإندونيسيا وباكستان وأذربيجان. وأضاف المراسل إن الحكومة الأردنية قررت إجراء استقبال رسمي للمفرج عنهم عبر الهيئة الخيرية الهاشمية، حيث ستؤمن لهم الإقامة إلى حين عودتهم لبلادهم، كما سيجري استقبال شعبي حافل لهم. وأرسلت الكويت طائرة خاصة لاستقبال 18 كويتيا من ضمن المفرج عنهم لنقلهم فورا إلى بلدهم. كما سيتم إطلاق ثلاثة لبنانيين آخرين وتسليمهم عبر الصليب الأحمر الدولي في منطقة الناقورة إلى لبنان، وهم صحفيا الجزيرة عباس ناصر وأندريه أبي خليل والناشط أبو محمد شكر. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل سلمت مصر عشرة مصريين من المشاركين في أسطول الحرية عند معبر طابا ظهر الثلاثاء. وأفاد مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري أن محامين من نادي الأسير الفلسطيني ووزارة شؤون الأسرى الفلسطينية من أبناء القدس زاروا نحو 240 أسيرا من المتضامنين. وأوضح أن إسرائيل قسمت المعتقلين إلى ثلاث مجموعات: الأولى تضم 46 من رعايا الدول الأوروبية وتم ترحيلهم عبر مطار بن غوريون، والثانية تضم العدد الأكبر من المتضامنين الذين يجري التحقيق معهم تمهيدا للإفراج عنهم. أما المجموعة الثالثة وهي صغيرة فقررت إسرائيل محاكمتهم بتهمة الاعتداء على الجنود أثناء العملية العسكرية الإسرائيلية. وأضاف العمري أن ثلاثة معتقلين آخرين هم رئيس الحركة الإسلامية في مناطق 48 الشيخ رائد صلاح، ورئيس لجنة المتابعة العربية محمد زيدان، ومحمد أبو دعيبس، سيتم عرضهم على المحاكمة وأنه تم تمديد اعتقالهم لمدة أسبوع كاملوقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إسحق أهارونوفيتش إن الشرطة تجمع أدلة لمحاكمة النشطاء الذين تعرضوا للقوات الإسرائيلية "بالهراوات والسكاكين والرصاص وبأيديهم". وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي "كل من رفع يده على جندي سيعاقب بأقصى ما يقضي به القانون". تهديد إيرلندي من ناحية ثانية، دعت إيرلندا الثلاثاء إلى الإفراج الفوري ودون شروط عن سبعة من مواطنيها احتجزوا في إسرائيل بعد اعتراضها أسطول الحرية. وقال رئيس الوزراء الإيرلندي بريان كوين أمام البرلمان "إذا تعرض أي من مواطنينا لأي أذى فسيكون لذلك عواقب وخيمة للغاية". وقال وزير الخارجية مايكل مارتن إن اثنين من الإيرلنديين السبعة المشاركين في الأسطول نقلا إلى مطار بن غوريون بعدما وقعا إقرارا بالموافقة على الترحيل الفوري، في حين نقل الآخرون إلى مركز احتجاز وسيرحلون في وقت لاحق. من ناحيته، قال مارتن في بيان إن "الأفراد السبعة المعنيين لم يدخلوا إسرائيل بشكل غير مشروع، وإنما خطفوا من المياه الدولية في واقع الأمر وأخذوا إلى إسرائيل وطلب منهم توقيع وثائق تؤكد أنهم دخلوا بشكل غير مشروع.. هذا أمر غير مقبول مطلقا". وقال كوين إن إيرلندا تدعو أيضا إلى السماح للسفينة راتشيل كوري -وهي سفينة معونة أخرى- بإكمال رحلتها إلى غزة. وقال نشطاء الثلاثاء إنهم سيستخدمون السفينة راشيل كوري لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، وتعهد ضابط إسرائيلي بمنعها من الوصول، الأمر الذي يمهد الساحة لمواجهة جديدة بعد الحادث الدامي الذي وقع الاثنين.