بدأت إسرائيل في ترحيل ناشطي سفينة المساعدات الأيرلندية ''راشيل كوري'' عبر مطار بن غوريون· وأوضحت متحدثة حكومية إسرائيلية أن ثمانية من تسعة عشر ناشطا كانوا على متن السفينة وافقوا على العودة إلى بلادهم· كما يجري إقناع البقية بتوقيع وثيقة للتنازل عن حقهم في الاعتراض على ترحيلهم، وإلا فإن احتجازهم سيدوم لثلاثة أيام أخرى حتى يبت القضاء الإسرائيلي في أمرهم· جاء ذلك بعد أن أنهت السلطات الإسرائيلية تحقيقاتها مع ركاب سفينة ''راشيل كوري'' التي وصلت إلى ميناء أسدود، صباح السبت، بعد تغيير مسارها من قبل قوات البحرية الإسرائيلية التي كانت اقتحمتها في عرض المياه الإقليمية· وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، قال إن الجيش سيخير طاقم السفينة بين الترحيل والبقاء في إسرائيل، وعند ذلك سيتعرضون للمحاكمة، مضيفاً أن من يختارون الترحيل سينقلون فقط بعد التدقيق في هوياتهم وانتهاء الإجراءات البيروقراطية العادية معهم، حسب قوله· وقال الجيش الإسرائيلي إنه تأكد من أن السفينة لا تحمل أسلحة، وإنه سيحاول إيصال حمولتها إلى غزة، باستثناء الإسمنت ومواد البناء التي تمنع إسرائيل دخولها إلى غزة، وشرطت نقلها بضمانات دولية بعدم استخدامها في إنشاءات عسكرية· غير أن اللجنة الفلسطينية لرفع الحصار عن غزة، قالت إنها لن تستقبل مساعدات ناقصة، ولا تمر دون التشاور مع الهيئات المنظمة للقوافل، كما أشارت إلى أنها تقبل بما ستقبل به هذه الجهات التي لديها القوائم بما تحمله السفن· ويقول المراسل إن واشنطن طالبت إسرائيل بإيجاد ''آلية خلاقة''، كما أسموها، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة تجنباً لمزيد من الانتقادات الدولية لحصارها قطاع غزة المتواصل منذ أربع سنوات·وترى إسرائيل أنها عثرت على هذه الآلية وهي أن تدعو كل من يريد أن يوصل مساعدات بأن يأتي بها -إن كانت عبر البحر- إلى ميناء أسدود، ومن هناك ستقوم هي بالتعاون مع الجهة المخولة بنقلها إلى قطاع غزة، كما تقول· وكان الجيش الإسرائيلي قال إن القوات الخاصة اقتحمت السفينة ''راشيل كوري'' دون مقاومة بعد أن رفضت ثلاثة طلبات بالتوجه إلى ميناء أسدود، الذي يبعد ثلاثين كيلومترا شمال قطاع غزة، لتفريغ حمولتها هناك ومن ثم نقلها لقطاع غزة بعد تفتيشها، على حد قول الجيش· وباتت إسرائيل تقسم المتضامنين على متن سفن المساعدات إلى نوعين الأول، كما صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤلف من نشطاء سلام ''لا نتفق معهم ولكننا نحترم حقهم في التعبير''، ونوع آخر ''متطرف عنيف ومؤيد للإرهاب'' وينظم ''قوافل كراهية'' على غرار من كانوا على متن السفينة مافي مرمرة، حسب نتنياهو· وكانت سفينة المساعدات الأيرلندية التي تضم ناشطين أيرلنديين وماليزيين، في طريقها إلى قطاع غزة محمّلة بنحو 1200 طن من المساعدات الإنسانية استكمالا لرحلة قافلة الحرية التي واجهتها القوات الإسرائيلية بالرصاص أثناء عمليات اقتحام دامية في المياه الدولية قتل فيها تسعة أتراك وأصيب 48 آخرين· وفي هذا الإطار، أعلنت إسرائيل أنها أعادت إلى تركيا آخر خمسة أتراك من النشطاء الذين أصيبوا برصاص قوات البحرية الإسرائيلية على متن السفينة ''مرمرة''، بعد أن تأخرت عودتهم بسبب حالتهم الصحية الحرجة· وأفادت تقارير إعلامية تركية سابقة أن مدعيا تركيا في مدينة إسطنبول بدأ في جمع أدلة من العائدين من إسرائيل لرفع قضية للمطالبة بتعويضات أو حتى توجيه اتهامات جنائية ضد قادة إسرائيليين· وقالت هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية، إن متضامني أسطول الحرية تعرضوا لانتهاكات وتعذيب من الجنود الإسرائيليين، وكشفت عن قائمة إسرائيلية لاغتيال عشرة من أبرز المتضامنين على متنه· وكانت صحيفة ''غارديان'' البريطانية نقلت عن يالجين بويوك نائب رئيس المجلس التركي للطب الشرعي الذي قام بتشريح جثث القتلى الأتراك أن نتائج التشريح أظهرت أنه أطلق ما مجمله ثلاثين رصاصة على الضحايا بعضها أطلق من مسافة قريبة، وأن خمسة منهم ماتوا متأثرين بجروح أصيبوا بها نتيجة إطلاق النار على رؤوسهم· وبهذا الصدد، ذكرت شبكات التلفزيون التركية أن لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي قررت إلغاء زيارة لوفد منها لإسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة بهدف تقصي الحقائق حول الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، وذلك بعد تحذير وزارة الخارجية للجنة التي كانت ذكرت أن الزيارة ستتم بالاتفاق مع الكنيست الإسرائيلي·